اختصار صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الصادق الأمين، هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن، نبي الرحمة والمغفرة وخاتم المرسلين، ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ١٢ ربيع الأول عام ٥٣ ق.ه/ ٢٢ أبريل ٥٧١ م بمكة المكرمة، لتعلن عن ولادة خير البشر وأشرف الخلق والمرسلين، فكان أعظم الحسب والنسب، لم يكن في قريش فرع إلا وكان له فيه قرابة، وسوف نوضح لكم بالتفصيل فيما يلي حكم اختصار صلى الله عليه وسلم وبعض من حياة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
اختصار صلى الله عليه وسلم
إن اختصار صلى الله عليه وسلم إلى (ص) أو (صلعم) أو غيرها من الأمور التي لا ينبغي على المسلم فعلها، فعليه أن يكتبها كاملة وينطقها صلاة كاملة، فالمشروع والسنة أن يكتب الصلاة صريحة فقد قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب:56]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا” فلا ينبغي علينا كمسلمين اختصار صلى الله عليه وسلم وأن نكسل عند الكتابة أو النطق باسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لفظًا وخطًا.
محمد صلى الله عليه وسلم
ولد سيدنا محمد يتيم الأب، وسرعان ما فقد أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف وهو صغير السن للغاية، لم يتجاوز ٦ سنوات، حيث كانت والدته في زيارة لأخواله وفي أثناء عودتها وافتها المنية، ليذهب إلى جده عبدالمطلب الذي راعاه على خير وجه وتربي في كنفه حتى أن وافته المنية، ليذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمه أبي طالب حيث ترعرع في بيته، وكان يرعى الأغنام والماعز ثم اتجه إلى التجارة، وكان عمه حريصا على اصطحابه معه في رحلاته التجارية، حتى أنه في إحدى الرحلات التجارية أخبر أحد الرهبان عمه بأنه سوف يكون للصبي شأناً عظيماً وقدر كبير وكان يقصد به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أمين حتي أصبح لقب له الصادق الامين، وقد سمعت السيدة خديجة بنت خويلد عن ذلك فاشتغل معها بالتجارة، وما أن أكمل الرسول عمر ٢٥ عام تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان له منها جميع أبناءه وبناته فينا عدا إبراهيم.
نزول الوحي
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان دائما ما يذهب إلى غار حراء ليخلو بنفسه تاركا خلفه كل ما يتعلق بأمور الدنيا، وزينتها الزائفة، فكان يتأمل قدرة الله عز وجل في خلق الكون، ويحاول التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وإذ به ذات مرة سمع صوت ملك يناجيه ويقول له اقرأ، فقال رسول الله ما أنا بقارئ، فقال الملك مرة أخرى اقرأ، فرد عليه رسول الله ما أنا بقارئ، وتكررت للمرة الثالثة على نفس المنوال، ثم أكمل الملك الآية الكريمة اقرأ باسم ربك الذي خلق وهنا فزع النبي صلى الله عليه وسلم وهروب إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، وروى لها كل ما حدث فطمأنته.
ذهبت السيدة خديجة رضي الله عنها ومعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان يبلغ من العمر عتيا، وروت له السيدة خديجة عن كل ما حدث، فرد عليها قائلاً” هذا الناموس الذي أنزل على موسي، يا ليتني فيها جذعا، أكون حيا حين يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا”،.
ولكن مات ورقة بن نوفل وانقطع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفترة قد تكون أيام كما ورد في بعض الروايات، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقطع الذهاب إلى غار حراء، وفي أحد الأيام، سمع صوت جبريل عليه السلام وهو ينزل ببعض من آيات القرآن الكريم” يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر” وبذلك كانت بداية دعوة الناس إلى عبادته الله سبحانه وتعالى.
الدعوة الإسلامية
قد أخبر الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى الدعوة الإسلامية سرًا في بداية الأمر، حيث كان بمكة المكرمة وظل يدعو الناس ٣ سنوات، وبعدها اعلن رسول الله عن الدعوة الإسلامية جهراً، وظل يدعو الناس ١٠ سنوات ما بين مؤيد ومعارض، حتى جاء أمر الله سبحانه وتعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة وكان آنذاك يبلغ من العمر ٥٣ عام، فظل يدعو الناس إلى دين التوحيد بالمدينة ١٠ سنوات أخرى، وبطبيعة الحال قد تعرضت الدعوة الإسلامية في بداية الأمر إلى التأييد والمعارضة والصلح والحرب وانعقاد الهدنة والتوسعات الإسلامية، حتي استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع نواة الحضارة الإسلامية.