للحراك الشعبي الفلسطيني في القدس المحتلة تداعيات كبيرة ومهمة على الواقع الفلسطيني وعلى إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني.

في أقل من أسبوعين ، سجلت القدس علامة فارقة في تاريخها الصامد … وسجل شعبها مكاسب سياسية نوعية امتدت إلى أكثر من محور.

جاء انتفاضة أهل القدس في ظل مناخ سياسي صعب حد من وجوده على الساحة الفلسطينية في السنوات الأخيرة: صفقة القرن ، موجات التطبيع والخلافات الفلسطينية ، اشتداد السياسة الإسرائيلية الإرهابية ضد الفلسطينيين. الفلسطينيون في الداخل وغزة والضفة … وتراجع الاهتمام العربي بفلسطين.

كما جاء في ضوء الأزمات الصعبة التي عانى منها الاحتلال الإسرائيلي: عدم تشكيل حكومة .. إجراء أربعة انتخابات للكنيست .. أزمة التاج. وضع اقتصادي صعب … تراجع القدرات البشرية في جيش الاحتلال … محاكمة نتنياهو بتهم فساد … تدخل اليمين الصهيوني في قيادة الحكومة … تخوف إسرائيلي من زيادة القدرات العسكرية حماس في غزة والمواجهة المتزايدة في الضفة الغربية.

أما على الصعيد الإقليمي ، فما زال الوضع متوتراً بين الكيان الصهيوني والأردن .. الوضع في سوريا .. تداعيات الملف النووي الإيراني .. ازدياد قدرات حزب الله العسكرية .. سياسات الرئيس الأمريكي الجديد.

في هذا المناخ الإقليمي والمحلي المتوتر سياسياً ، والذي يحمل في ذاته الخوف على المستقبل ، جاءت الثورة في القدس ، والتي اتسمت بالخصائص التالية:

أولا… ثورة في مدينة القدس عاصمة فلسطين ، وما تمثله المدينة من تاريخ وتراث ثقافي ورمزية سياسية … وموقع استراتيجي … وأولوية الاحتلال …

ثانية.. تمرد فلسطيني واسع النطاق وعام لا يتحرك بقرار فصيل ولا يتجه نحو مركز عمليات موحد.

ثالث.. انتفاضة شابة معظم المشاركين فيها هم من الشباب في مقتبل العمر .. بدعم كامل من القوى السياسية وهيئات المدن والمنظمات والمؤسسات الإسلامية والوقفية لمتابعة قضايا المسجد الأقصى المبارك ومنظمات المجتمع.

الرابعة… التمرد يمضي قدما. إنها مثل كرة الثلج … كلما طالت مدة استمرارها ، زاد التقدم والنتائج التي تحصل عليها.

الخامس… ثورة حدثت بعد إجراءات صهيونية خطيرة ومعقدة في مدينة القدس وأحيائها ، شملت تهويد وسيطرة وتدمير منازل وترحيل … واعتقال وطرد وترحيل وتغيير طابع المدينة .. . وتحرير المستوطنين للعبث بالمدينة وتدنيس المقدسات ، إلى جانب إجراءات أمنية معقدة للسيطرة على الأحياء والمداخل.

السادس.. تمرد جاء في ضوء إجماع فلسطيني على الحوار وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وإدراج القدس في الانتخابات .. وهذا يعني سياسياً أن تكون المدينة هادئة قبل الانتخابات.

من هنا كانت المفاجأة كبيرة جدا ، ما حدث في القدس مقارنة بالجو العام. المناخ الذي بدأت فيه الثورة ..

وهنا تكمن الأهمية / الجودة التي حققتها الثورة في القدس.

حققت انتفاضة القدس النتائج الرئيسية التالية:

1. هذه انتفاضة شعبية فلسطينية عامة واسعة لا يحدها إطار سياسي أو حزبي.

2. هم أقوى المواقف السياسية الفلسطينية وأهمها الراديكالية .. مثل التأكيد على وحدة القدس ، وعروبة المدينة ، والقضاء على الاحتلال.

3. انحاز تماما بمواقفه وشعاراته وهتافاته لمشروع المقاومة والتحرير والعودة .. وشعاراته تمجد حركة حماس وكتائب القسام والصواريخ.

4. أظهر القوة الشعبية لحركة حماس كحركة مقاومة ، وتراجع مكانة فتح مع تاريخها النضالي … وهذا يعني تحولا كبيرا في المتغيرات الثقافية وشرائح المجتمع والوعي السياسي ومكانة المقاومة الحقيقية ويظهر الواقع. الموقف الشعبي الفلسطيني وشعبية حركة المقاومة.

5. أظهر مستوى الوعي السياسي والالتزام الوطني لدى مختلف مكونات شعبنا في القدس وخاصة الشباب والأطفال … حيث ظهر هؤلاء بمواقف سياسية واعية ومتينة جددت مطالب الشعب الفلسطيني.

6 .. أظهر مدى اندفاع المواجهة ، ومدى التضحية بين الشباب والرجال والنساء .. وبعد العزم ومستوى المثابرة …

خلال أيام وجدنا جحافل من الشبان في شلالات متواصلة يندفعون إلى أحياء القدس صوب المواجهة مع الاحتلال … أولاً قاوموا بضراوة … تقدموا وليس تراجعوا … اندفاع هائل للتصادم مع الاحتلال .. وأثناء ساعات النهار والليل .. في شهر رمضان المبارك.

7. نقلت رسالة واضحة إلى الموقف الفلسطيني الأصلي: لا اعتراف بالاحتلال .. لا لصفقة القرن. ليس للتطبيع. لا للصفقة .. لا للتنسيق الأمني ​​..

8. أظهر حجم الأضحية للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.

9- انتفاضة القدس أكدت على أهمية الوحدة الوطنية في مشروع الصمود والمقاومة ، وأهمية المقاومة الشعبية في تعزيز الموقف الفلسطيني وتحقيق مكاسب … وقد تجلى ذلك بإزالة احتلال نقاط التفتيش في دمشق. البوابة وأماكن أخرى.

لا شك أن هناك العديد من الدروس والدروس التي ظهرت خلال انتفاضة القدس … يكفي القول إنها جددت مشروع مقاومة الاحتلال وجددت المشروع الوطني الفلسطيني وأعادت الأمر إلى مكانه الصحيح … والثوابت ..

قلت أن فلسطين دولة لشعب.

قالت انتفاضة القدس: إذا استسلمت منظمة ما أو تخلت عن السلطة أو أسقطت جماعة … فلن يتراجع الناس أو يستسلموا.



#انتفاضة #القدس #تحولات #استراتيجية #وازنة #وكالة #اخر حاجة #للأنباء