اين تقع ليسوتو وأهم البيانات عنها الإجابة

اين تقع ليسوتو ؟ هذه الكلمة التي قد تلتبس على الكثيرين، فمنهم من يصلّ أصلها إلى الإيطاليّة، ومنهم يصلّها إلى الصينيّة أو اليابانيّة، والبعض يقول لربما هي فرنسيّة، أيّاً كانت التسمية فهي اتلفت إلى دولةٍ حبيسة، نظامها ملكيّ دستوري، غنيّة بطبيعة مناظرها الخلّابة التي تنوّعت بين الجبال والوديان والأنهار، وهي تعني بلغة سكانها الأصليّين (جبل المملكة).

اين تقع ليسوتو

تقع ليسوتو في الجهة الجنوبيّة من القارة الإفريقيّة، وتحديداً في دولة جنوب إفريقيا، التي تُحيط بها من كلّ الجهات، وتعتمد عليها اعتماداً كليّاً في التَواصُل مع بلدان العالم الخارجيّ، وهي مملكةٌ وعاصمتها ماسيرو، وتشكّل جيباً في غير مسار دولة جنوب إفريقيا، على حدود ثلاث مقاطعات، وهي: كوازولو ناتال، وفري ستيت، وإيسترن كيب.

تاريخ ليسوتو

تُشتهر مملكة ليسوتو بوديانها الضيّقة، وبجبالها الشّاهقة التي كانت لعقودٍ تسكيرّاً منيعاً ضد هجمات الغُزاة، كانت هذه المملكة الجبليّة ملكاً للصيادين وجامعيّ الثمار. في القرن التّاسع عشر، سيطرت عليها قبائل السوتو بقيادة موشوشو الأوّل، وظلّت مستقلّة تحت حكمه، إلى أن أصبحت محميّة ملحقة للتّاج البريطانيّ، وهي واحدةٌ من ثلاثة أقاليم ملحقة للمفوضيّة العُليا البريطانيّة، وهي بيتشوانا لاند (بوتسوانا)، وسوازيلاند، وليسوتو، وقد نالت استقلالها في كُلّي 1966م.

التضاريس في ليسوتو

تقع ليسوتو في منطقةٍ جبليّة، وتشغل الجبال مسافة ثلثيّ أراضيها. أقصى قممها في جبل نتلينيانا، التي يبلغ ارتفاعها 3482 متر فوق مستوى سطح البحر. تشكّل مُتتالية جبال دراكنس بيرغ، الحدود الشرقيّة مع كوازولو ناتال، وتمتدّ شمالاً وجنوباً، لانهاء بهضبة، يخترقها أكبر نهرين في جنوب إفريقيا. تنحدر التلال التي يتراوح متوسط ارتفاعها بين 1800 و 2100 متراً، في منحدرات متعرّجة حوالي الغرب، حيث ترتفع الأراضي المُنخفضة المتاخمة لولاية فري ستيت إلى ارتفاعات تتراوح من 1500 إلى 1800 متراً، وتربتها الجبليّة بازلتيّة، ضحلة وخصبة، أمّ مناخها فهو شبه مداري حار صيفاً وبارد شتاءً، وتبلغ مساحتها حوالي 30355 كيلوجرام متر مربّع.

أنهار ليسوتو

تقع ليسوتو في أرضٍ غنيّة بالأنهار، ففيها أكبر نهرين في جنوب إفريقيا، وهما:

• نهر توجيلا المتدفّق نَحوَ الشرق، والنهر البرتقالي المتدفّق غرباً.
• روافد نهر كاليدون (موهوكاري).
• سنكونيان في وسط البلاد.
• كوميتسبرويت في جنوبها الغربيّ.
• ماتسوكو في شمالها الشرقيّ.

الغطاء النباتي في ليسوتو

خصوبة التربة في ليسوتو جعلتها غنيّة بالغطاء النباتيّ، كما تنمو فيها أشجار الصفصاف والحور الأبيض، وشجيرة الشيش (المُستخدمة كوقود)، والزيتون البريّ، بالإضافة إلى الصبّاريات. أدى الرعي الجائر إلى انجراف وتآكل التربة، في الأراضي العشبيّة، وفي الأدغال الحادثة على المُنحدرات، وتسعى الدولة من أجل إعادة تحريجها مجدّداً.

الحيوانات في ليسوتو

في نصف القرن التّاسع عشر، كانت تسكن على أرض ليسوتو قطعان الحمير الوحشيّة، والحيوانات البريّة، كالغزلان والفهود والأسود، والنعام، إلاّ أن الصيد الجائر، وتحطيب الغابات قضيا على غالبية تجمّعات الحيوانات الثديّة البريّة؛ ويذكر أنّه جرىّ قتل آخر أسدٍ فيها في السبعينيات من القرن العشرين، وفي وقتنا الحالي تسكن فيها الظباء الصغيرة والأرانب البريّة، وشُكّلت فيها محميّة طبيعيّة، خاصّة بالفهود، وبالطيور الجارحة، كالطائر الأحمر الجبليّ، والنسر الملتحي، وتعيش في أنهارها الأسماك الصفراء، وسمك مالوتي النادر.

السكان في ليسوتو

يقدّر عدد السكان في ليسوتو بحوالي 1.942.008 نسمة، ويشكّل عرق السوتو (المعروف باسم قبائل باسوتو) الغالبيّة العُظمى من سكان البلاد، وقد شغل على توحيدهم الملك موشوشو الأوّل، مؤسّس دولة ليسوتو في القرن التاسع عشر، وتوجد فيها أقليّة من قبائل الزولو، وأعراق من أصول من جنسية أسيويةّة أو جماعية، ومجتمع أوروبي، يتألّف من المعلّمين المنفيين، والمبشرين، وعمال الإغاثة، والخبراء، والفنيّين، والمستشارين التنمويّين، وتُعتبر الإنجليزيّة والسوتو هما اللّغتان الرئيسيتان في البلاد، بالإضافة إلى البانتو، وتعدّ البلاد مرتفعة الكثافة السكانيّة التي تتعدى في الأراضي المنخفضة، وعلى سواحل الأنهار.

مدن وقرى تقع في ليسوتو

يتوزّع السكّان في عددٍ من المدن والقُرى في ليسوتو، ونذكر منها: ماسيرو وهي أكبر المدن والعاصمة، مابوتسو، تياتيانينج، ومافيتينج، وهلوتس، ويعيش حوالي ثلاثة أرباع السكّان في المناطق الريفيّة. فلا تزال العائلات والعشائر، تتجمّع معاً كوحدات، في العديد من القُرى الصغيرة، التي تتميّز بالتماسك الاجتماعيّ والولاء لزعيم العشيرة، وقد تتكون القرية من أسرةٍ واحدة واسعة، أو من أربع أو خمس أسر أو أزيد، وتنتشر فيها الأكواخ الإفريقيّة، والمستوطنات العشوائيّة، وتزيّن جدرانها وأبوابها بتصميماتٍ وزخارف ملونة، وتتكوّن من غرفة واحدة دائريّة أو مستطيلة، مبنيّة من العشب وأغصان الأشجار، أو من طوب كيمبرلي (الطين غير المحترق)، والأسطح من القش، أو الحديد المموّج، وبجانبها حظائر الماشيّة، كما هو الحال في بقية قُرى بلدان إفريقيا.

الاقتصاد في ليسوتو

تقع ليسوتو في منطقة فقيرة بالموارد الطبيعيّة، وتعتمد في الكثير من الخدمات كالاتصالات، على دولة جنوب إفريقيا، التي ريبّلت معها اتّحاداً جمركيّاً، وتتشارك معها في مشروع مياه ليسوتو هايلاندز الرائد، وهو مشروعٌ ضخم، يهدف إلى توصيل المياه إلى جنوب إفريقيا، لصناعة الطاقة الكهرومائيّة لليسوتو، كما تعتمد عليها في مجالات التّوظيف وسوق العمل، وفي القطاع الصناعيّ، حيث تنتج ليسوتو الشموع، والسيراميك، والأثاث، والمجوهرات وصقل الألماس، وصناعة الثياب النسيجيّة، وتعليب اللّحوم والأسماك، والأسمدة. المعاملات التجاريّة في ليسوتو مع بلدان إفريقيا وأمريكا الشماليّة، وتواجه عجزاً وتضخّماً كبيراً، جرىّ تقليصه بفضل التحويلات الماليّة من أولادها العمالة المهاجرين، ومن المُساعدات الخارجيّة، ويعمل غالبيّة السكّان في الزراعة، ولكن الجفاف – وخاصة في التسعينيات من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين – أضعف إلى حدٍّ كبير من مساهمتها في إجمالي الناتج المحليّ، حيث قضى على غالبية المحاصيل الصيفيّة، ونفقت بسببه أعداد واسعة من الثروة الحيوانيّة. وأهمّ المحاصيل فيها الحبوب، كالذرة والقمح والفول والبازلاء، أمّا صادراتها ووارداتها:

الصادرات في ليسوتو

ومن أهمّ صادرات ليسوتو: قطعان الماشية، والألبسة المصنوعة من الصوف والموهير، والأثاث الخشبي، والأحذية، وبعض اللحوم والأسماك المعلّبة.

الواردات في ليسوتو

أمّا أهمّ واردات ليسوتو: المواد الغذائيّة، والمصنّعة، والآلات وأدَواتْ النقل، وهنالك العديد من المشروعات التنمويّة الزراعيّة التي تقع في ليسوتو، تموّل من قِبَل قروض ومِنَح البنك الدوليّ.

الثروة المعدنية في ليسوتو

تقع ليسوتو في في منطقة جبليّة تضم على مناجم الألماس، كمنجم ليتسن لا تيرا في جبال موكوتلون، وبالقرب من تياتيانينج، جرىّ الوجود على رواسب اليورانيوم، على عقب حوالي 50 كيلوجرام متراً شمال شرق العاصمة، إلّا أنّ استغلالها مازال في حدوده الدنيا، كما يوجد فيها الفحم والأحجار الكريمة كالمرو والعقيق.

التعليم في ليسوتو

تهتم ليسوتو في التعليم، وفيها واحد من أقصى مستويات التعليم في إفريقيا، التي تضم حوالي أربعة أخماس عدد السكان، فالتعليم الابتدائي فيها مجانيّ وإلزاميّ، لمدّة سبع سنوات، ولجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاماً، والتعليم الثانويّ يقدّم في دورتين في ثلاث سنوات. أمّا التّعليم ما عقب الثانويّ، فيكون في جامعة ليسوتو الوطنيّة، أو في الكليّة الزراعيّة، أو في فَرْدمن مؤسسات التدريب المهنيّ والتعليميّ المنتشرة فيها.

مواقع سياحية تقع في ليسوتو

من أجمل الوجهات السياحيّة في ليسوتو، نذكر ما يلي:

• أبواب ممر الجنة المعروف بطبيعته الآسرة.
• جبال مالوتي التي تغطّيها الثلوج والمفضّلة لمحبي رحلات السفاري وتسلق الجبال، وهواة التزلج.
• منطقة الشلالات.
• نصب ثابا بوسيو الوطني.
• كازينو ليسوتو صن بإطلالته البانورامية على الجبال.

بيانات عن ليسوتو

تتميّز ليسوتو بعدة أمور، نذكر منها:

• في كُلّي 1980 م استقلّت ليسوتو ماليّاً عن عملة جنوب أفريقيا، وأصبحت العملة الرئيسيّة فيها التي يصدرها البنك المركزي، هي اللّوتي (الجمع: مالوتي).
• هي عضو في منظّمة المنطقة النقديّة المشتركة، التي تضمّ ليسوتو، وسوازيلاند، وجنوب إفريقيا، وناميبيا منذ 1990 م، التي تخطى بحريّة تحديد سعر صرف عملتها الخاصّة.
• ليسوتو وجنوب إفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وسوازيلاند أعضاء في الاتحاد الجمركي للجنوب الإفريقيّ (SACU)، والذي يوفر بالتبادل الحرّ للسلع بين الدول الأعضاء.
• من الأعراف والتّقاليد في ليسوتو، لا يُمكن للمرأة أن ترث الأراضي، عندما لا يكون للعائلة ابن ذكر، وفي هذه الحالة ترجع ملكيّتها إلى الزعيم، ومؤخراً صدر قانون، يوفر للمرأة البقاء على ممتلكاتها في حالة مصرع الزوج.
• بسبب صعود نسبة الهجرة بين الرجال، أصبحت المرأة هي من تتحمّل أعباء العائلة.
• في ليسوتو جرىّ التعرّف على أوّل إصابة بمرض نقص المناعة البشريّة المكتسبة (الإيدز)، وانتشار هذا المرض فيها من أقصى المعدلّات في العالم، وتشمل الإصابات حوالي ثلث السكّان.
• يوجد منزل الزعيم في وسط القرية، محميّاً بمنزل إمرأته الأساسيّة، ومحاط بمنازل زوجاته الأخريات.

بهذا نكون قد عرّفنا ببعض البيانات حول اين تقع ليسوتو في دولة جنوب إفريقيا، هذه المملكة التي تعدّ نموذجاً قلّ وجوده في العالم، لوقوعها في هيكليّة دولة مستقلّة بداخل دولة، التي تماثل وجود دولة الفاتيكان في إيطاليا، في القارّة الأوربيّة.

المراجع

1. ^
   britannica.com , Lesotho , 27/2/2021