اين نفي سعد زغلول اجابة السؤال

تعددت الأقاويل والأسباب حول الدوافع التى أدت إلى سقوط ثورة 1919، وخروج الشعب المصرى بإجمالي طوائفه وفئاته إلى الشوارع والميادين منددين بالاحتلال الإنجليزى لمصر، لكن كل هذا لم يكلم إلا مع كذّبَ الزعيم الراحل سعد زغلول، وأصحابه من أعضاء الوفد المصرى، ليكون هذا بمثابة الشرارة التى أشعلت الثورة.

وتمر اليوم الذكرى المئوية الأولى على قيام السلطات البريطانية فى مصر آنذاك، بإلقاء القبض على الزعيم سعد زغلول رئيس الوفد المصرى ونفيه إلى جزيرة مالطا، ومعه اثنين من رفاقه هم “على شعراوى وعبد العزيز فهمى”، وكان هذا بمثابة شرارة ألهبت الثورة المصرية الكامنة، والتى خرجت فيها الجماهير تنم عن آمالها ومطالبها، وضمت كَافَّة أجزاء البلاد واستمرت حتى كُلّي 1922.

ووفق كتاب ” هذا اليوم في التاريخ – المجلد الثالث: آذار/آذار” تأليف نجدة فتحي صفوة، فإن بيان النفى جاء عقب أن قابل سعد زغلول المندوب السامى البريطانى فى مصر، ومعه رفاقه سالفى الذكر، وطلبوا منه الإذن بالسفر إلى لندن لعرض مطالبات مصر الوطنية على الحكومة البريطانية، وكان مؤتمر الصلح منعقدا فى باريس فى هذا التوقيت، فرفضت الحكومة البريطانية هذا الطلب.

وبررت الكاتبة هذا القرار، بأن الحكومة البريطانية آنذاك رأت أن استقبال الوفد رسميا فى لندن سيعقد اعترافا بهم كممثلين لمصر، ناطقين باسمها، كما رفضت السلطات البريطانية أيضا طلبا آخر قدمه رئيس الوزراء المصرى وقتها رشدى باشا للسفر إلى لندن للغرض نفسه، واقترحت عليه أن يوفر ما لديه إلى المندوب السامى ليبلغه إليها، فقدم رشدى باشا وزميله عدلى يكن استقالته إلى السلطان أحمد فؤاد فرفضها، وأعاد رشدى باشا تقديم الاستقالة أربع مرات متتالية فرفضت فى كل مرة حتى خولت الحكومة البريطانية وقابلتها.

وأبان الكتاب أنه مع صعد وتيرة الأحداث فى الشارع المصرى وخروج احتجامنات الجماهير فى المصرية فى الميادين، ومع رحيل سعد زغلول وأصحابه لمالطا على ظهر فَرْدمن البواخر الحربية، تحولت القاهرة إلى مدينة ثائرة تموج بالجماهير الغاضبة اعتراضا، وهو ما جعل السلطات البريطانية تطلق سراح سعد وزملائه لتهدئة الأوضاع، وبعد هذا سافر أعضاء الوفد إلى باريس عقب ذلك إلى لندن، وعرف بتشديده ورفض المحاورة فى حقوق مصر.