تحضير نص مقتطفات من رسالة الغفران 2 ثانوي 2023  ، هذا السؤال هو من أهم الاسئلة التي يبحث عنها الطلاب في مرحلة الثانوية العامة لذلك يحرص موقع اخر حاجة على اجابة الاسئلة بشكل نموذجي وصحيح واليوم نجيب عن السؤال الاهم وهو تحضير نص مقتطفات من رسالة الغفران 2 ثانوي 2023 .

تحضير نص مقتطفات من رسالة الغفران 2 ثانوي

يسعد موقع اخر حاجة أن يجيب عن السؤال تحضير نص مقتطفات من رسالة الغفران 2 ثانوي 2023 وهو كالتاالي

لعلّ من أطرف ما خلّفه العرب في أدبهم الفكريّ رسالة أبدعها تفكير أبي العلاء المعريّ و خياله مجتمعين هي رسالة الغفران فبيّن أنّا القضايا الغيبيّة ، نظير الحشر و الصّراط والجنّة و النّار و العقاب و الثّواب و الجنّ و الملائكة من الأمور التّي يعسر إثباتها بالعقل المجرّد و يتعذّر إبطالها بالدّليل الإيجابيّ القاطع ، لذلك سلك إليها الكاتب سبيل القصص التّهكّمي ، فعالجها بأسلوب نقديّ ساخر و أفرغها في قالب أسطوريّ بارع و قد اخترنا مقطعين الأوّل في وصف الجنّة و الثّاني في وصف النّار .

و ينظر الشّيخ (ابن القارح) في رياض الجنّة فيرى قصرين منيفين ، فيقول في نفسه:لأبلغنّ هذين القصرين فأسال لمن هما ؟
فإذا قرب لأحدهما ، رأى مكتوبا على أحدهما : ”هذا القصر لزهير بن أبي سلمى المزني” و على الآخر:”هذا القصر لعبيد بن الأبرص الأسدي”.
ألتمس لقاء هذين الرّجلين فأسألهما بم غفر لهما؟
فيبتدئ بزهير فيجده شابّا كالزّهرة الجنيّة ، قد وهب له قصر من ونيّة ، و كأنّه ما لبس جلباب هرم ، ولا تأفّف من البرم و كأنّه لم يقل في الميميّة:
سَئِـــمْتُ تَكـــاليـــفَ الحَيـــاةِ و مَــنْ يَعِــــشْ
ثَمـــانـــيـــنَ حَوْلاً – لا أَبـــا لَكَ – يَـــسْـــأَم

ولم يقل في الأخرى

أَ لَمْ تَرَنـــــي عَمَّرْتُ تِسْعــــيــــــنَ حَجَّــــــةً و عَشْراً تِبـــــاعـــاً عِشْــتُهـــــا و ثَمــــانِيـــا
فيقول:جيْر ، جيْر! أنت أبو كعب و بجير؟ فيقول:نعم. فيقول:بم غفر لك و قد كنت في زمان الفترة و النّاس همل ، لا يحسن منهم العمل؟
فيقول:كانت نفسي من الباطل نفورا ، فصادفت مَلكاً غفورا ، و كنت مؤمناً باللّه العظيم. و رأيت فيما يرى النّائم حبلاً نزل من السّماء ،فمن تعلّق به سكّان الأرض سلم ، فعلمت أنّه أمر من أوامر اللّه ،فأوصيت بنيّ و قلت لهم عند الموت: إن قام قائم يدعوكم إلى عبادة اللّه فأطيعوه. ولو أدركتَ محمَّداً لكنت أوّل المؤمنين ، و قلت في الميميّة:
فـــلا تكْـــتُمـــنَّ اللّهَ مـــا فـــي نُفـــوســـكـــم      لـيخفَـــــىو مهمـــا يُكتَـــمُ اللّه يعــــلَــــــــم
يُـــؤخّر فيــــوضَع فـــي كتــــاب فيـــــدّخــر     لــيـــوم حســــــاب أو يُعَـــجَّـــــلْ فَيــــنقـــم

فيطّلع فيرَى ”إبليس”-لعنه اللّه- وهو يضطرب في الأغلال و السّلاسل و مقامع الحديد تأخذه من أيدي الزّبانية ،فيقول: الحمد للّه الذّي أمكن منك يا عدوّاللّه و عدوّأوليائه! لقد أهلكت من بني آدم طوائفَ لا يعلم عددها إلاّ اللّه.فيقول:من الرّجُل؟ فيقول: أنا فلان ابن فلان من أهل ”حلب” كانت صناعتي الأدب ، أتقرّب به إلى الملوك فيقول:بئس الصّناعة! إنّما تهب غفّة من العيش لا يتّسع بها العيال ، و إنّها لمزلّة بالقدم و كم أهلكك مثلك! فهنيئا لك إذ نجوتَ ، فأَولى لك ثمّ أوْلى, و إنّ لي إليك حاجة ،فإن قضيتها شكَرتك يد المنون.فيقول إنّي لا أقدر لك على نفع,فإن الآية سبقت في أهل النّار أعني قوله تعالى: « ونادى أصحابُ النّار أصحابَ الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء و ممّا رزقكم اللّهُ ، قالوا إنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا على الكافرين » سورة الأعراف ، الآية 50
فيقول:إنّي لا أسألك في شيء من ذلك ، ولكن أسألكَ عن خبَر تُخبرُنيه إن الخمر حُرّمت عليكم في الدّنيا وأُحلّت لكم في الآخرة فيقول: وإن في الجنّة لأشربةً كثيرة غير الخمر فما فعل بشّار بن برد؟ فإنَّ له عندي يداً ليست لغيره من ولد آدم, كان يُفضّلني دون الشّعراء و هو القائل:
إبـــــليـــــس أفضـــــلُ مـــــن أبيــــــكم آدم
فــتــبــيَّــنــــوا يـــا معــــشـــــرَ الأشــــرار
النَّـــــــــارعنـــصــــرُه وآدم طــــيــــــنــــةٌ
و الــطّيـــــن لا يسمـــــو ســمـــوَّ النَّــــــار
لقد قال الحقّ ولم يزل قائله من الممقوتين.
فلا يسكت من كلامه إلاَّ ورجل في أصناف العذاب يُغمّص عينيه حتّى لاينظرإلى ما نزل به من
النّقمفيفتَحهما الزّبانية بكلاليب من نار ، و إذا هو بشّار بن برد قد أُعطي عينين بعد الكمَه
لينظرإلى ما نزل به من النّكال.
فيقول له: – أعلى اللّه درجته- يا أبا معاذ لقد أحسنتَ في مقالك و أسأتَ في معتَقدك ، و لقد كنتُ في الدّار العاجلة أذكر بعض قولك فأترحَّم عليك ظنّاً أنَّ التَّوبة َ ستلحَقُك مثل قولك:

ارجـــــــعْ إلـــــى ســكـــنٍ تعـــيـــــشُ بــــهِ    ذهــــبَ الزّمـــــانُ و أنتَ مـــــــنـــــفـــــردُ
تــــــــرجـــــــو غداًوغـــــدٌ كحـــــــاملـــــة    في الــحــــيّ لا يـــــدرون مــــــا تــــلــــــد