حق الله وحق الرسول، يستحيل على المسلم إدراك العاقبة بالآخرة إلا عند معرفة حق الله وحق الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته الدنيا، وحق الله هو الحق المفروض من قِبل السنن الكونية فالله عز وجل هو من خلق العباد وهو الذي كرمهم وفضلهم على جميع مخلوقاته  ولولا هذا ماكان للبشر وجود، أما عن حق الرسول صلى الله عليه وسلم فيمكننا القول أن حق رسول الله لابد من الإيمان بالله أولًا ثم يأتي بعدها تأدية حق الرسول صلى الله عليه وسلم ليكتمل إيمان الفرد وتحقيق رضا الله عز وجل، ومقالنا هذا عن حق الله وحق الرسول.

 حق الله وحق الرسول

حق الله وحق الرسول: من حق الله تعالى علينا أن نعبده ولا نشرك به أحدًا، ومن حق الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحبه ونطيعه ونوقره ونتبعه، ونقدم طاعته على طاعة غيرهن ولا يوجد حق مشترك ما بين الله عز وجل وبين رسوله الكريم، فقوله تعالى {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:80] يقصد بها أن طاعة رسول الله طاعة لله الذي أرسله، ومبايعته مبايعة لله عز وجل، يقول الله تعالى في كتابه العزيز {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح:10] إذن أصل الطاعة لله سبحانه وتعالى، أما طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي تابعة لطاعة الله سبحانه وتعالى .

حق الله وحق الرسول

حق الله تعالى

مما  لاشك فيه أن لله سبحانه وتعالى حق عظيم على عباده، فالله هو الذي خلق الكون وهو الذي أنعم على عباده بكثير من النعم التي من المستحيل إحصائها ولقد وعد الله عباده الصالحين والمطيعين الذين يلتزمون بتطبيق ما آمرهم به بحياة سعيدة في الدنيا والأخرة وأيضًا من حقوق الله تعالى علي عباده ما يلي:

  • أن يعبد الإنسان ربه ولا يشرك بربه أحدا، وأيضًا عليه تأدية ما آمر به من صلاة وصيام وذكر والأعمال الصالحة وباقي العبادات، وعليه ألا تصل محبته لغير الله  إلي مرتبة محبته لله،
  • أن يلتزم العبد بطاعة ربه يفعل كل ما أمر الله به، وأن يبتعد عن كل ما نهى الله عنه، ويطبق شريعة الله وفرائضه.
  • يجب أيضًا أن يسعي الأنسان للحصول على رحمة الله تعالى، فعليه القيام بأعمال صالحة، ويكثر من الاستغفار وأن يرجو مغفرة ربه.
  • وأيضًا يجب على ا لمسلم التوحيد الكامل لله وأن يوحده بصفاته وأسمائه.
  • أن يخاف المسلم ربه، وأن يعلم أن الله موجود معه في جميع أمور حياته، وأن ينهي عن المعاصي والآثام.
  • أن يشكر الله علي السراء والضراء، ويحمد الله علي نعمه العظيمة بقلبه ولسانه
  • أن يحسن الظن بربه دائما ويعلم أن كل محنه وراءها منحة من رب العباد.

وفي المقابل لقد وعد الله عباده المؤدين لحقوقه على أكمل وجه بدخول جناته وألا يمسهم العذاب.

حق الله وحق الرسول

حق الرسول صلى الله عليه وسلم

  • أن نطيعه ونفعل ما أمر به ونجتنب ما نهى عنه، وألا نتبع الأهواء والبدع قال تعالى ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر:7]
  • أن نحفظ لرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مكانته التي أنزله الله إياها ويعرف المسلم أنه عبد الله ورسوله قال الله تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء:1] وهذا مقتضاه:  أن يعلم المسلم أن الواجب في حق الرسول شيئان:
    • الاعتقاد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عبد فلا يستعين به ولا يعطيه خاصية من خصائص الألوهية.
    • أن يعلم أن الرسول أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة
  • أن يكون النبي أحب أليه من ولده وولده وزوجته والناس أجمعين كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)
  • توقير من يوقره والثناء والصلاة عليه وذكره قال الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56]
  • عدم رفع الصوت عند قبره، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات:2]
  • تصديق كل ما أخبرنا من الحوادث التي حدثت والتي لم تحدث، وأن يعتقد أن صدق وحق وأن النبي لا يقول شيء الأ عندما يأتي به الوحي، قال تعالى ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم 4: 5]
  • أن يجعل الرسول قدوته في جميع أقواله وأفعاله ومدحه والثناء عليه يقول الله تعالى ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]

وبهذا نكون قد أنهينا مقالنا عن حق الله وحق الرسول.