عندما كنا صغارًا ، كان أجدادنا يروون لنا قصصًا مؤلمة عن “الحرب الرابعة عشرة” وكيف غزا الجراد لبنان ومات الكثير منهم جوعاً. لم نحلم قط بأن نعيش نفس الواقع مع اختلاف جوهري ، أي أن “الجراد السياسي” سبق الجراد وابتلع معظم مواهب هذه الأمة وشعبها ، وهذا مستمر بقوة. القضاء على ما تبقى من “الأخضر وكل شيء”.

“الجحيم المفتوح” الذي نعيش فيه افتقر إلى أزمة جديدة مع المملكة العربية السعودية على خلفية اكتشاف كميات غير مشروعة من الأمفيتامينات ، بعد أن أعلن “بامتنان” ديكتاتور العهد منذ فترة. تسبب انتاج الكبتاغون في شحنات الخضار من لبنان الى السعودية في منع السعودية “شحنات الخضار والفواكه اللبنانية من دخول او عبور المملكة من الساعة التاسعة صباح غد حتى الاحد. وبحسب وزارة الداخلية السعودية ، فإن السلطات اللبنانية المعنية تقدم ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة.

وكانت النتيجة المباشرة للقرار السعودي دون بذل الكثير من الجهد أن “يبقى في لبنان 150 ألف طن من المنتجات الزراعية المصدرة 300 ألف طن وهو فائض السوق اللبنانية”. بقلم أنطوان حويك ، رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين.

وبحسب نقولا أبو فيصل ، رئيس مجلس إدارة جمعية الصناعيين في البقاع ، فإن “القرار يعني خسارة 50 ألف طن من صادرات المنتجات الزراعية وقيمة سنوية 130 مليون دولار.

وبحسب إبراهيم الطرشي ، رئيس جمعية مزارعي وفلاحي البقاع ، “السعودية رائدة في الواردات الزراعية من لبنان وتستورد وحدها أكثر من 50 ألف طن من الإنتاج الزراعي اللبناني سنويًا وتحتل المرتبة الأولى في الزراعة”.

والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه الحقيقة المرة هو كيفية التعامل مع التداعيات الدبلوماسية والأمنية لهذا القرار. ماذا سيكون موقف الرئيس وهل سيتخذ أي إجراء لمعالجة الوضع وكيف؟ هل يمكن أن يكون القرار السعودي عاملاً يضغط على عقد اجتماع حكومي طارئ ، أم أن الإجراءات ستكون رئاسية وديبلوماسية مستقلة؟ هل سيعقد اجتماع لمجلس الدفاع الأعلى لبحث الأسباب الأمنية؟ وهو يترك باباً ضيقاً لحل يجعل القرار السعودي ضرورياً ويضع الأجهزة الأمنية أمام مسؤولياتها بشكل خاص ، وربط الانسحاب من قرار منع المملكة بالسلطات اللبنانية المختصة التي تقدم ضمانات كافية وموثوقة. عليها أن تتخذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة. “

برزت تساؤلات كثيرة ودخل مصدر قلق كبير آخر في يوميات اللبنانيين وانتظر فرج لينقذهم مما كانوا فيه. لكن المؤكّد أن المثل القائل مثلاً “العالم هو الموضوع والعيب” صحيح ، بالنظر إلى الكوارث المتتالية التي لم يشهدها لبنان من قبل من حيث حدتها وتعاقبها السريع.

مصدر