ما الاسم الاخر ليوم الخندق وما سبب التسمية الإجابة

ما الاسم الاخر ليوم الخندق وما سبب التسمية حيث تعتبر غزوة الخندق من أهم الغزوات الإسلامية التي خاضها المسلمون فقد اخر حاجة المسلمون في هذه الغزوة الكثير من المواعظ والعبر كما تغير حال المسلمين عقب هذه الغزوة من عقب الدفاع والمناورات العسكرية إلى الوصول لمرحلة المبادرة والهجوم وقد من خلال الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا عندما ذَكَرَ ” حاليا نغزوهم ولا يغزونا”

ما الاسم الاخر ليوم الخندق وما سبب التسمية

سميت غزوة الخندق بغزوة “الأحزاب” بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قام باستشارة المسلمين في أمر التأهب لغزوة الأحزاب فقد أَلْمَحَ عليه فَرْدمن الصحابة ويدعى  الصحابي الجليل سلمان الفارسي بأن يقوم في حفر الخندق، وقد أبان للرسول بأنه فَرْدمن مهارات الحرب الذي كان يلجأ قومه من أهل فارس إليها، وقد حدث بالفعل وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشورة سلمان التي قد كان لها تأثير كبير في نجاح الغزوة وتحقيق النصر عقب تأكيد الله جل وعلا لهم ونصرهم على الأحزاب.

مسببات غزوة الأحزاب

لقد اتفق علماء المسلمين على أن السبب الأساسي لقيام غزوة الأحزاب هو تملك الحقد والحسد في نفوس يهود بني النضير عقب أن قام نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بإجلائهم من المدينة المنورة فبدأوا يتصيدون الفرص ليقوموا بالانتقام والتشفي منه.

وقد كان السبب في إجلاء الرسول الكريم لهم ما قاموا بفعله من تحريض أشراف قريش على المسلمين فقد ذهب عدد من من أشراف يهود بني النضير وعلى رأسهم حيي بن أخطب وسلام بن مشكم إلى أشراف بني قريش لكي يحرضونهم على محاربة المسلمين وقد نقضوا العهد مع رسول الله وقد استطاعوا تبديل قبائل العرب على المسلمين وأعدوا جيشًا قويًا بمقدار عشرة آلاف مقاتل من بني قريش وكنانة وقبائل أخرى عديدة من بينها غطفان وحلفائها من بني أسد وبني سليم وقاموا بالتوجه حوالي المسلمين وحصارهم في المدينة المنورة ،وقد دام الحصار ما يقارب ثلاثة أسابيع متواصلة من غير استطاعة قوى الشر أن تقوم بتحقيق أهدافها.

مجريات غزوة الأحزاب

قام المشركون وحلفائهم من الأحزاب بالتأمر على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى المسلمين وقاموا بالاتجاه إلى المدينة المنورة وأخذ رسول الله برأي الصحابي الجليل سلمان الفارسي وهو حفر الخندق من الجهة الشمالية، وذلك بسبب أن يحيط في المدينة الجبال والبساتين من كَافَّة الجهات باستثناء ناحية الشمال، وهو موقِع اقتحام المشركين.

ولما وصل المشركين من الجهة الشمالية تفاجئوا بتواجد الخندق فقام زعيمهم حيي ابن أخطب بالذهاب إلى الجهة الجنوبية وحرض قوم بني قريظة على نقض العهد مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد نبذ زعيمهم في البداية ولكن وافق عقب هذا عقب أن قام زعيم المشركين بإغرائه بقوتهم وعددهم وما يمتلكونه من أسلحة وقالوا وجبًا سوف اليكون النصر لهم وقد شرع القتال بدخول عدد من المشركين إلى زوايا الخندق الضيقة وقاموا بقتلهم للمسلمين.

شاهد أيضًا: متى وقعت غزوة بدر وما سببها وأحداثها ونتائجها

حصيلة غزوة الخندق

قد حاول جيش الأحزاب اختراق الخندق مرات عديدة ، ولكن كان من غير جدوى، واشتد الحصار على المسلمين عندما نقضت قبيلة بني قريظة العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا درسًا للمسلمين على الصبر والتحمل، وكان امتحانًا عظيما، لذلك جاءت المحصلة بالنصر للمسلمين فقد أيد الله عز وجل جنود المسلمين في غزوة الأحزاب، وأرسل على المشركين ريحًا قوية باردة مما جعلها تقتلع معسكرات الأحزاب وجعلتهم يشعرون بالخوف والذعر الشديد وكما ساعد رجلًا من غطفان يدعى نعيم بن مسعود قد جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام مسلمًا، مما جعل ثقة المشركين تتزعزع.

الصعوبات التي واجهت المسلمين في غزوة الخندق

واجه المسلمين أثناء حفر الخندق صعوبات كثيرة ومنها:

• لم يكن حفر الخندق من الأمور المتعارف عليها في هذا الزمن وكان أسلوبًا جديدًا عليهم.
• من الصعوبات التي واجهها المسلمون برودة الجو وشدة الرياح وصعوبة الحالة المعيشية للمسلمين، وإضافة على هذا خوفهم من قدوم العدو الذي كان يتوقعونه في أى وقت، وقام الرسول الكريم بتقسيم العمل على أصحابه  فكل أربعين ذراعًا يقوم بها عشرة من الصحابة، كما قام بتوكيل كل جانب جماعة منهم يقوموا بأعمال الحفر.

معجزات الرسول في غزوة الخندق

قد بدت معجزات حسية للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حفر الخندق ومنها ما يلي:-

• تكثير الطعام الذى قام جابر بن عبد الله بإعداده فقد ذَكَرَ جابر بن عبد الله ” إنا يوم الخندق مُحفِّر، فعرضت كدية قوية، فجاءوا النبي  فقالوا: «هذه كدية عرضت في الخندق»، فقال: «أنا نازل»، عقب ذلك قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي المعول، فضرب في الكدية فعاد كثيبًا أهيل (رملاً سائلاً) أو أهيم (الرمل الذي لا يتمالك)، فقلت: «يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت»، فقلت لامرأتي: «رأيت بالنبي شيئًا ما كان لي في هذا عليه صبر، فعندك شيء؟»، فقالت: «عندي شعير وعناق» (العناق: الأنثى من أولاد الماعز)، فذبحت العناق، وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم بالبرمة (القِدر)، عقب ذلك جئت النبي والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي (الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها)، قد كادت أن تنضج، فقلت: «طُعَيمٌ لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان»، ذَكَرَ: «كم هو؟»، فذكرت له، فقال: «وفير طيب»، ذَكَرَ: «قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي». فقال: «قوموا».
• فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته ذَكَرَ: «ويحكِ جاء النبي   بالمهاجرين والأنصار ومن معهم»، تحدثت عن: «هل سألك؟»، قلت: «نعم»، فقال: «ادخلوا ولا تضاغطوا»، فجعل يكثر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه، عقب ذلك ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية، ذَكَرَ: «كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة”.

وقد تحدثت عن أيضًا ابنة بشير بن سعد ” دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، عقب ذلك تحدثت عن: «أي بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغذائها»، فأخذتها فانطلقت بها، فمررت برسول الله وأنا ألتمس أبي وخالي، فقال: «تعالي يا بنية ما هذا معك؟»، فقلت: «يا رسول الله، هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد، وخالي عبد الله بن رواحة يتغذيانه»، ذَكَرَ: «هاتيه»، فصببت في كفي رسول الله  فما ملأته، عقب ذلك أمر بثوب فبسط له عقب ذلك نادى بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب، عقب ذلك ذَكَرَ لإنسان عنده: «اصرخ في أهل الخندق أن هلم إلى الغذاء»، فاجتمع أهل الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه، وجعل يرفع حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب”.

وعندما كان يحفرون الصحابة  واعترضتهم صخرة  فضربها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتفتت فقال الرسول نتيجة الضربة الأولى الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة وبعد هذا قام بضربها الثانية فقال الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض عقب ذلك قام عليه السلام بضرب المرة الثالثة وذكر الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة وقد تحققت البشائر التي قالها الرسول عند قيام المسلمين بالفتوحات الإسلامية.

شاهد أيضًا: الصحابي الذي أَلْمَحَ على النبي صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق هو

الدروس والعبر المستفادة من غزوة الخندق

هناك العديد من الدروس والعبر المستفادة من غزوة الخندق وإليكم أهمها ما يلي:

• مرونة وقبول رسول الله صلى الله عليه وسلم لفكرة سلمان الفارسي في حفر الخندق وتنفيذها هذا أمر لم يكن معروفًا من قبل عند العرب وهذا دليل على موافقة الإسلام لثقافات الغير المفيدة شريطَة أن تكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
• مشروعية ستعمال كَافَّة الطرق التي تؤدي إلى النصر للمسلمين وحقن دمائهم في حين عدا الخيانة والغدر، وقد ظهر هذا عندما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من نعيم بن مسعود ببث الفتنة بين صفوف المشركين وأن يقوم بتشتيت جمعهم.
• في هذه الغزوة رأي المسلمون المشركين بأعينهم وهم عائدين خاسرين فشعر المسلمون بالعزة والانتماء لهذا الدين الذي نصره الله جل وعلا.
• قد رسخ الرسول الكريم عليه الصلام مفهوم جديد عند أصحابه وهو الشورى على الرغم من تأكيد الله عز وجل له بالوحي إلا أنه أراد أن يكون هذا مبدأ عندهم.
• ساعد الرسول أصحابه في حفر الخندق حيث أن المشاركة الجماعية تتعدى من الهمة، كما غرس الرسول الكريم الثقة في نفوس المسلمين كما جعلتهم لايثقون أبدًا في الاتفاقيات مع المشركين وعدم إبرام أي تفاهم معهم.
• بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية الصلاة حيث قد انجبر الرسول إلى تأخير صلاة العصر فدعا على أعدائه لأنهم كانوا السبب في هذا وهذا يشير على أهمية الصلاة في الزمن المعين لها.[1]

وفي آخِر مقالنا نكون قد عرفنا ما الاسم الاخر ليوم الخندق وما سبب التسمية حيث تعتبر غزوة  الخندق من الغزوات المشهورة في التاريخ الإسلامي والتي انجز فيها المسلمين انتصارًا ساحقًا.

المراجع

1. ^
   al-maktaba.org , كتاب السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة , 3-3-2021