اجابة السؤال المتناقل حاليا من هو مؤلف ملحمة الغدير، يقوم مرتادي مواقع التراسل حاليا ببث استفهامات حول السؤال المطروح حاليا ونحن في شبكة اخر حاجة ننشر لكم الاجابات عن هذا الاستفسار من خلال مصادر اخبارية وثقافية رائدة.

من هو مؤلف ملحمة الغدير هو فَرْدمن شهور الشعراء العرب، الذين نظموا أروع القصائد في مديح ورثاء وذكر سيرة أهل البيت عليهم السلام، في ديوانه الذي حمل عنوان (عيد الغدير)، وقد أطلق النّقاد والباحثون هذه التّسمية على هذا الديوان نسبةً إلى رائعته – ملحمة الغدير – التي هي بموجب شغلٌ عبقريّ متفرّد، من جدير أن يلقى الاهتمام من وزارات التّعليم، ويدرَج في مناهج اللّغة العربيّة على امتداد البلاد العربيّ.

تعريف الملحمة

الملحمة هي شكل من الأدب الشعريّ، وهي طراز من القصائد الطويلة التي تُنْظَم بهدف تمجيد مجموعة مُثل، وسلسلة بطولات، وأعمال عظيمة لبطل حقيقيّ أو أسطوريّ، ما إذا أكانت هذه المثُل والقيَم دينيّة أم شعبيّة أم إنسانيّة… وللملحمة بداية ونهاية تاريخيّة، وفيها فاصل زمنيّ يفصل بين سرد أحداث الروايّة الملحميّة، وبين تاريخ هذه الأحداث، والبطل المحوريّ في الملحمة دائماً يُحاط بإطارٍ من القداسة والفخر، ومن شهور الملاحم في التّاريخ، نذكر: [1]

  • ملحمة (الإلياذة) اليونانيّة لهوميروس، المؤلّفة من أزيد من خمسة عشر ألف منزل.
  • ملحمة (المها بهارتا) الهنديّة، وتتألّف من مئة وعشرة آلاف منزل، وهي من تأليف عدّة شعراء.
  • ملحمة (الشاهنامة) الإيرانيّة، التي تتألّف من حوالي ستّين ألف منزل.

أمّا الملاحم العربيّة؛ فكانت عبارة عن عدد من المحاولات الخجولة التي لم ترقَ لمثيلاتها الغربيّة، حتّى بدت ملحمة (عيد الغدير) لتكون بموجبٍّ أوّل ملحمة في الأدب العربي، وتتجاوز الثلاثة آلاف منزل.

من هو مؤلف ملحمة الغدير

مؤلف ملحمة الغدير هو بولس سلامة الشّاعر والأديب اللبنانيّ الهائل، الذي تفرّد بين أدباء العرب وكتب أوّل ملحمة عربيّة مطوّلة كُلّي 1984م، والتي تُعرف أيضاً بـ(عيد الغدير)، وبالرغم من ظروفه الصحيّة القاسية فقد كتب ملحمة عيد الغدير وهو طريح الفراش، إلّا أنّها تُضاهي في شكلها، وأسلوب سرد وقائعها، ورشاقة نسج أبياتها، ملاحم الغرب بكلّ عظمتها.

نبذة عن حياة بولس سلامة

ولد الشّاعر بولس سلامة كُلّي 1902 م في لبنان، في قرية بتدين اللّقش التّابعة من أجل قضاء شقّين، وتنقّل في عدّة مدارس، وقرأ الإنجيل والتّوراة والقرآن الكريم، وأعُجب بنهج البلاغة، وكتب الجاحظ، وابن المقفع، ودرس التّاريخ والفلسفة، ودرس الحقوق في الجامعة اليسوعيّة، وعمل حاكماً صلحيّاً، وأصبح قاضياً للتّحقيق في طرابلس، أصابه المرض، وأُحيل إلى التقاعد، وأَلزمه مرضه الفراش مدّة أربعين سنة، وتعرّض فيها لأزيد من عشرين عمليّة جراحيّة، ورحل بتاريخ 14 تشرين الأوّل/ تشرين الأول كُلّي 1979 م. [1]

أعمال بولس سلامة

للكاتب بولس سلامة عدّة كتب، في النثر والشعر، وهي: [2]

في النثر

ونذكر منها: مذكّرات جريح، حكاية عمر، خبز وملح، تحت السنديانة، النزاع في الوجود، في هذا الزمان، حديث العشيّة، مع المسيح، من شرفتي، ليالي الفندق.

في الشعر

ونذكر منها: عليّ والحسين، الأمير بشير، عيد الستّين، فلسطين وأخواتها، وملحمة عيد الغدير.

ملحمة الغدير

تُعتبر “ملحمة الغدير” للشّاعر بولس سلامة – وبإجماع النّقاد – أوّل ملحمة في تاريخ الأدب العربيّ، وقد شرع بكتابتها كُلّي 1947 م استجابةً لطلب الإمام السيّد عبد الحسين شرف الدين، حيث أنهاها كُلّي 1948 م، وقد كتبها وهو طريح فراش الألم والمعاناة، وتتناول هذه الملحمة أهمّ نواحي التّاريخ الإسلاميّ، منذ بدايته وحتّى آخِر العصر الأمويّ، وتتعلّق الملحمة بسيرة أهل البيت، من الجاهليّة إلى نهاية مأساة كربلاء. يقول الكاتب أنّه قد اعتمد في كتابتها على دراسة المراجع التاريخيّة من الثّقات، وبالرجوع إلى العلّامة الأمينيّ. تتأّلف هذه الملحمة من أزيد من ثلاثة آلاف منزل من البحر الخفيف، وهي تتوزّع على سبعة وأربعين فصلا،ً بدايتها قصيدة بعنوان (صلاة)، يتحدّث فيها عن معاناته مع المرض، ويبتهل إلى الله أن يمدّه بالقوّة والعزيمة والشفاء، ويختمها بمديح الإمام عليّ عليه السلام أمير البيان، ويقول فيها: [1]

يا مليك الحياة أنزل عليّا

عزمة منك تبعث الصخر حيّا

جود كفّيك إن تشأ يملأ العيـ

ـش نماءً ويفرش الجدب فيّا

امتد الى في منقع العذاب مقامي

واستراح الشقاء في مقلتيّا

فنسيت النهار من طول ليلي

أترى الليل شرعك الأبديّا؟

إنّ حظّي من الحياة سرير

صار منّي فلم يعتبر خشبيّا

باسم زين العصور عقب نبيٍّ

نوّر الشرق كوكباً هاشميّاً

كان ربّ الكلام من عقب طه

وأخاه وصهره والوصيّا

بطل السيف والتقى والسجايا

ما رأت مثله الرماح كميّا

يا سماء اشهدي ويا أرض قرّي

واخشعي أنّني أردت عليّا

دراسة ملحمة الغدير

نستخلص من قراءتنا لملحمة عيد الغدير مجموعة من الأفكار، وهي: [1]

  • التأكيد على أنّ التّاريخ هو مادّة العمل الملحمي، ولا ضير أن تكون الملحمة ناقلة للحقيقة التاريخيّة بصدق وأمانة.
  • صعود العمل الملحمي عن الحدث اليوميّ إلى العمل الخارق من من غير أن يصل إلى الأوهام.
  • تلوّن الملحمة بكافة الاتّجاهات المذهبيّة في الفنّ، على أن الكلاسيكيّة، وهي (التقيّد بالأساليب السابقة) هي أهم ما فيها.
  • الانعزال عن السرد الجافّ الذي يُميت الشاعريّة.
  • منع تخلّي الشّاعر عن شخصيّته، مع الانعزال عن التأثّر بالشعور الذاتيّ.
  • اتّباع المنهج القديم في وحدة الوزن؛ لتأكيد النفس الشعري الطويل الذي يمتاز به الشاعر، وعدم التخلّي السريع عن الروي، حتّى وإن وصل مئات القوافي.

أقوال بولس سلامة في الملحمة

لبولس سلامة عدّة أقوال حول ملحمة الغدير، وطريقة تأليفه، والمراجع التي استند عليها، ونذكر منها على سبيل المثال: [1] [2]

  • “ولمّا عزمت على النظم انصرفت إلى درس المراجع التاريخيّة، ولكنّني – قطعاً للظن والشبهات – قلّما اعتمدت مؤرّخي الشيعة، بل الثقات من أهل السنّة الذين عصمهم الله من فتنة الأُمويين”.
  • “ولقد جعلت للكتاب هامشاً يسهّل للقراء – وعلى الأخصّ غير المسلمين منهم – تفهّم الكتاب، ولم أُفسّر من الألفاظ إلّا عسيرها، ولقد تنكّبت عن ستعمال الغريب”.
  • “وقد استغرق تأليف هذا الكتاب ستة شهور، ثلاثة منها لدرس الموضوع تاريخيّاً، وثلاثة للنظم”.
  • “ولربّ معترضٍ يقول: ما بال هذا المسيحي يتصدّى لملحمة إسلامیّة بحتة؟ أجل، إنّني مسیحي، ولکنّ التاریخ مشاع للعالمین. أجل، إنّي مسیحي ینظر من أُفق رحب لا من کوّة ضیقة، فیری في غاندي الوثني قدّیساً، مسیحي یری الخلق کلّهم عیال الله، ویری أن لا فضل لعربي علی عجمي إلّا بالتقوی”.
  • وجاء في مقدمته مخاطباً الإمام الأمينيّ: “والأدلّة علی عظمة أمیر المؤمنین – بل أمیر العرب – لَأجلّ من أن تحصی، وشأن من یحاول حصرها خصوص من یبغي التقاط أشعّة الشمس، وإنّني لأکتفي بواحدة منها في هذه الرسالة، وهو أن یتلاقی علی حبّ أهل البیت عليهم السلام رجلان: أحدهما شیعي جلیل، توقيف قلمه منذ خمس عشرة سنة علی خدمة الحقّ، ولمّا یزل، وهو أنت، وثانیهما هو هذا المسیحي العاجز، الذي جاء في الزمن الأخیر”.
  • “اللهم لئن شللتني عن الحركـة وعزلتني عن العالم الخارجي، إِحْباطّ قلبي عن الخطيئة، واعزلني عن السيئات، وليكن هـذا المطهر اليسير عوضاً عن مطهرك العادل، فأكــون قــد أسلفت في هـذه الدنيا بعضاً من حساب الآخـرة، ولترجـح كفة الرحمـة على كفة العـدل”.

وهكذا بتعريفنا من هو مؤلف ملحمة الغدير أولى الملاحم في الأدب العربيّ وهو بولس سلامة، هذا الشاعر المقعد الجسم، حبيس الفراش، مجنّح الفكر، طليق القريحة، ولا أجمل أن أختم مقالي وأقتبس رأي لأحد أئمّة العلماء حيث ذَكَرَ: “من يشاء أن يؤلّف في النحو عقب سيبويه فليستحِ، أجل فليستحِ أيضاً أولئك الذين يسمّون كراريسهم ملاحم عقب سلامة”.

المراجع

  1. ^
    archive.org , Salāmah, Būlus , 21/2/2021
  2. ^
    warithanbia.com , الركب الحسيني في (ملحمة الغدير) لـ(بولس سلامة) , 21/2/2021

تنويه حول الاجابات لهذا السؤال من هو مؤلف ملحمة الغدير ، هي من مصادر وموسوعات عربية حرة متداولة دائما، نحن نقوم بجلب الاجابات لجميع التساؤلات بحوالي متواصل من هذه المصادر، لذلك تابعونا لتجدو كل جديد من اجابات لاسئلة المداراس والجامعات والاسفهام حول اي سؤال ثقافي او اي كان نوعه لديكم.