هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها الإجابة

هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها ؟ ، هو فَرْدمن الأسئلة التي لا بدّ للمسلم ان يعلم إجابتها، فالخطبة هي أولى مقدمات الزواج، ولخا في الشريعة الإسلامية آدابها التي ينبغي أن يعرفها المسلمون كَافَّةًا، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على أهم آداب الخطبة الشرعيّة في الإسلام، كما سنعرف إذا كان من الجائز أن يرى الرجل المرأة إذا ما أراد خطبتها.

ما هي الخطبة الشرعية

قبل أن نجيب عن السؤال: هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها، سنرّف الخطبة في الإسلام، وهي طلب الرجل للمرأة بنية الزواج منها، وبإجماع أهل العلم أن الخطبة مسموحة في حال أراد الرجل أن يتزوج، وقد جاء في قوله تعالى في سورة البقرة: “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ”[1]، وقد أؤكِدَ أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه خطب الإمرأة عائشة رضي الله عنها، كما في الصحيح أنّ النبيّ الكريم خطب حفصة رضي الله عنها.[2]

هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها

في الإجابة عن السؤال: هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها، فهو جائز، فمن المستحبّ أن يرى الرجل المرأة التي يصل خطبتها إذا تيسر له هذا، فمن مسببات التوفيق أن يجتهد الرجل في رؤيتها قبل أن يكون عقد الزواج بينهما، وذلك عقب أن يأخذ الإذن من أهلها في رؤيتها، أو بأن يجلس في مجلس يمكن أن يعتبرها ولو بغير إذنها، ولو بغير إذن أهلها أيضًا، فيكون في موقِع يتمكن من أن يعتبرها عن طريق جيرانها مثلًا في وجه ليس فيه خلوة، من بعيد إلى بعيد، وإن استأذنهم واجتمع بها ورآها وكلمها وكلمته فلا بأس، وكان هذا بأمر رسول الله عليه الصلاة والسّلام أن يرى الخطب خطيبته، وذلك في الحديث الشريف: “إذا خَطبَ فَرْدمنُكُمُ المرأةَ، فإن استطاعَ أن ينظُرَ منها إلى ما يدعوهُ إلى نِكاحِها، فليفعَلْ”[3]، فالسنة أن ينظر لها، بسبب أن هذا من مسببات التوفيق.[4]

إجراءات الخطبة المشروعة

عقب الإجابة عن السؤال: هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها، فسنتحدث عن إجراءات الخوبة المشروعة في الإسلام، وهي كالآتي:[5]

• إذا أراد الرجل الزواج من امرأة معينة، فيذهب لوحده أو مع أهله إلى وليها، أو معه فَرْدمن من أهله أو أخوته، ويمكن أو يوكل غيره في خطبته.
• إذا وافقت المرأة وأهلها، فيتفق معهم على المهر وعلى تكلفة الزواج وموعده، وهذا يختلف بين الناس باختلاف أعرافهم، وبمدى قدرة الزوج واستعداده لإكمال الزواج.
• وليس من السنة أن تُقرأ الفاتحة عند العقد أو الخطبة، وإنّما السنة أن تقال خطبة الحاجة، والتي جاءت في رواية عبد الله ين مسعود أنّ÷ ذَكَرَ: “عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خُطبَةَ الحَاجَةِ فِي النِّكَاحِ وَغَيرِهِ : إِنَّ الحَمدَ لِلَّهِ ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا ، مَن يَهدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَن يُضلِل فَلا هَادِيَ لَه ، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه، “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً”.
• ليس من السنّة أنّه للخطبة أو العقد أو الدخول لباس خاص يلبسه الرجل أو المرأة، ولكن ينبغي تدقيق ما تعارف عليه الناس في هذا ما لم يكن مخالفاً للشرع.

أحكام وضوابط مدة الخطوبة

عقب الإجابة عن السؤال: هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها، فهناك شروط للخطبة، فإذا كان الخاطبان في مدة الخطوبة ولم يعقد بينها عقب، فهما في حكم الأجنبيان عن بعضهما، ولا يجوز أن يكون بينهما كلام بعبارات الغزل والحبّ، أمَّا إذا تكلَّم الخاطب مع مَخطوبته كلامًا فيه مصلحة، فهذا لا مانعَ منه ما لم يتجاوَزْ حدود الحاجة المقصودة وبالضوابط الشرعيّة، ومن هذه الضوابط:[6]

• ألّا يتعدى الخاطب الكلام قدر الحاجة، وألّا يكون هناك خلوة بينهما.
• ألّا يكلم بين الخاطبان مصافحة وغيرها، وأن يلتزما بغضّ البصر.
• ألّا يكون هناك شك أو شهوة بين الخاطبين أو أحدهما، وألّا تخضع المرأة بالقول أمام خاطبها.
• أن تتعهد المرأة بحجابها الكامل وبحشمتها.

مسببات فسخ الخطوبة في الإسلام

عقب الإجابة عن السؤال: هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها، لا بدّ أن نأتي على الحديث عن مسألة مهمّة، وهي مسألة فسخ الخطوبة، فكثيرًا ما يكون الفتى والشابّة قد اتّفقا على أمور جوهريّة ولكن مع هذا تُفسخ الخِطبة لسبب ما، ومن هذه الأسباب:[7]

• منع الوضوح: ينبغي على الفتى والفتاة أن يتًفقا على كلّ الامور من البداية وعدم تأخير هذا إلى ما قبل موعد الزّفاف، فيظنّ كلّ واحد منهما أنّ الآخر سيتولّى هذا الأمر، فتحدث مشكلات على نتيجة هذا وربّما تؤدّي إلى فسخ الخطوبة. طول مدة الخطوبة: فذلك -كما مرّ سالِفًا- من شأنه أن يؤدّي إلى مشكلات بين الأسرتين، وغالبًا هذه المشكلات تتسبّب في فسخ الخطوبة، والله أعلم.
• سوء تعيين أحدهما للآخر: فقد ينتقي الفتى شابة أقصى منه مكانة أو أدنى من الناحية العلمية والتّديّن والأخلاق، فلا تدومّ الخطوبة إلّا وتنتهي بفسخها، وغالبًا تكون المسوّغات لذلك غير ما هي عليه في الواقع.
• تدخّل الأهل في كلّ شيء: والحلّ الأنسب لهذه المعضلة ألّا تصل مدّة الخطوبة، وأن يُستبدل العقد بالخطوبة، فيعقد الرجل على الفتاة وتبقى في منزل أهلها كالخطوبة تمامًا، ولكن مع مجموعات أنّ الفتاة حاليا صارت زوجة الرجل، ولا يتمكن من فَرْدمن التّحكّم في قراراتهما أو التّأثير عليها، فتُناقش الفتاة أمور الزواج ومتطلّباته مع زوجها مباشرة من غير تدخّل الأهل.

وهكذا نكون قد أجبنا عن السؤال هل يجوز للرجل الاطلاع للمرأة عند إرادة خطبتها،  كما تحدثنا عن الخطبة في الإسلام، كما عرفنا الضوابط الشرعيّة التي ينبغي مراعاتها عند الخطبة، وتحدثنا عن مسببات فسخ الخطوبة.

المراجع

1. ^
   البقرة , الآية 235
2. ^
   islamqa.info , الخطبة الشرعية , 04-03-2021
3. ^
   binbaz.org.sa , آداب الخطوبة وضوابطها , 04-03-2021
4. ^
   islamqa.info , إجراءات الخطبة المشروعة , 04-03-2021
5. ^
   islamway.net , أحكام وضوابط مدة الخطوبة , 04-03-2021
6. ^
   alukah.net , مسببات فسخ الخطوبة في الإسلام , 04-03-2021