لم أصدق هذا حتى سمعت خطابه في إحدى الإذاعات الفلسطينية المحلية ، وهو سمين ولحمه “حسين الشيخ” ، عضو الهيئة المركزية لحركة فتح ، فقال: لقد أخطأنا. في قطع الرواتب لأننا اعتمدنا على تقارير كاذبة وأساءنا للموظفين !! وتحدث الشيخ عن أخطاء السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة “فتح” ضد غزة وأهلها ، وبعد هذا الاعتراف لا أعرف ما إذا كان أهل غزة سعداء أم ماذا يفعلون؟

في الحقيقة حتى حاليا لم أقرأ في تفكير “حسين الشيخ” وما الذي دفعه إلى هذا الاعتراف وفي هذه اللحظة بالذات؟ ولكن إذا كنت أبحث عن عذر له ، فربما يكون اعترافه عطل أو زلة لسان ، وعمومًا ليس هذا ولا ذاك ، بل هو الأهم.

أهم من يعتقد أن أَسَف حسين آل الشيخ يمكن أن يمشي مرور الكرام. هذا الاعتراف عندما يتعامل الناس مع الناس يقابل العمليات والمسؤوليات ، وقبل استقالاتهم وإقالتهم. إن نتائج تلك الأعمال التي جرت ضد غزة عظيمة للغاية. لتحمل الإنسان ، ومنهم من أصاب الناس والمرضى الذين تكسرت عظامهم تحت الرمال.

لن يكون لدي الكثير من التحيز تجاه “حسين الشيخ” أو أي من أعضاء الهيئة المركزية لحركة “فتح” ، إلا أنني سأجادل بالعقل والمنطق بقبول الندم والتخلي عن الفعل الذي أدى إلى هذا. وعزمًا حازمًا على منع العودة إلى الذنب الذي استدعى تلك التوبة.

بالبَحِث إلى نتائج جرائم قيادة حركة “فتح” المتمثلة في قطع رواتب منسوبي غزة وحجب مخصصاتهم من الأدوية والمساعدات الخارجية وأشياء أخرى ، يمكن القول إن المَفعُول والألم والمعاناة التي سببتها تلك الجرائم الوطنية بامتياز لم تهجر منزل منسوب أو عامل أو مريض أو تاجر أو فقير أو محتاج ، الا انهم أطاحوا به وبقوة ، فإن حركة “فتح” مستعدة للتعويض عن كل هذه الأمور على المجال الطويل. سنوات؟

على مستوى آلاف الموظفين ، فإن قيادة حركة “فتح” المستعدة لدفع فلوسهم هي التي حجبت بأثر رجعي ، وهذه خطوة أولى على طريق معالجة أفكارهم والتعامل مع بقايا قطعهم. الحقوق ، والتي هي تجاه الخدمات التي قدموها للبلد الذي جعلت من نفسك قائدا له؟ ومن هؤلاء الموظفين الذين فقد ولده وظيفته الأكاديمية في الجامعة بسبب عدم استطاعته على دفع مصاريف الكلية ، فماذا تفعل تجاهه؟ ومن هؤلاء الموظفين الذين تعرضوا للحبس والاعتقال بسبب عدم وفائه بالتزاماته المالية تجاه الآخرين وبدأ يمشي بين الناس ووصفه بـ “السارق والنصب” عقب أن كان من بين الناس !!

أما المرضى فقد مات البعض منهم وهم يبكون ويطلبون المساعدة لإيصال الأدوية إلى المستشفيات في غزة ، فهل لديكم المقدرة على إخراجهم من القبر ومسح رؤوسهم بالشفقة والرحمة؟ هل تجرؤ على تعويض ولده اليتيم أو إمرأته التي أصبحت أرملة تريد عدد من الأموال الخيرية لتوفر وجبة طعام لأولادها؟ هل تجرؤ على محو بقايا هذا الذل على هؤلاء الأرامل والأيتام؟

لا نريد “حسين الشيخ” أن يكون حديثك واعترافك أزيد من مجرد أهداف انتخابية ومن أجل جلوسك على كرسي كنت تجلس عليه منذ مدة. لقد أعجبك وفيرًا وبسعر رائع. .

لقد كذبت مرارًا وتكرارًا على أهالي غزة ، اعتباراً من رئيس سلطتك ومرورًا بكل عضو من أعضاء الهيئة المركزية ، وعلقت على ما حدث بخصوص “عطل في الكمبيوتر مرة واحدة ، وخلل في الاسم تارة أخرى ، وفير أقوال أخرى .. ما فعلته بدون جمرك “.

هذه الكذبة الصارخة التي ارتكبتها تستلزم منك الإبلاغ بحوالي جماعي عن تقديم استقالتك وتقديم حصة من منسوبي وأهالي غزة بأثر رجعي ، عقب ذلك الإبلاغ عن استعدادك لقبول نتائج المحاكمات الشعبية التي تشكلت من أجلك. التكفير عن الذنوب التي ارتكبتها بموجب الشعب الفلسطيني وقضيته في السنوات الأخيرة ، إذا لم تقبل هذا – وهو الأقل في الدول أو الأنظمة التي تحترم القانون – لا يمكننا أن نفهم كلامك “حسين الشيخ” الذي ما هي إلا محاولات يائسة لمناشدة أهالي غزة ومحاولة من أجل الحصول على أصواتهم لحساب اختيارك في الانتخابات المقبلة للبقاء على الصدر لسنوات أخرى. عقب ذلك اعتراف آخر منك أو من شخص آخر.



#وهل #يكفي #الاعتذار #يا #حسين #الشيخ #مؤسسة #اخر حاجة #للأنباء