اثر الحروب في تدمير البيئة الحرب هي إحدى الطرق التي تلجأ إليها الدول بعد أن تفشل كل المحاولات السلمية لحل الأزمة بينهم، تتعدد أسباب وأشكال الحروب ولكل منها تأثير بشكل أو بآخر على البيئة سواء كان هذا الأثر في وقت حدوث الحرب أو أثر على المدى الطويل، وهذا يتحدد على أساس نوع الحرب والأسلحة المستخدمة فيها، ومن خلال هذا المقال سنسعى إلى توضيح ما مدى اثر الحروب في تدمير البيئة.

اثر الحروب في تدمير البيئة

إن الحرب تعد السبب الأكثر تلويثًا وضررًا على البيئة بكافة مواردها، ويتضح هذا الأثر من خلال الآتي:

– تدمير العوائل قد ينتج عن الحرب تهجير المواطنين من مكان إلى آخر، ويتم في إطار ذلك إزالة كافة الأشجار والغابات وتجريف التربة، وحدوث مشاكل في الأراضي الزراعية وتلوث في المياه نتيجة لتزاحم اللاجئين.

– في بعض الحروب تتعدى فيها إحدى الدول الضوابط الشرعية للحرب وتقوم باستخدام مبيدات كيميائية، مثل مبيدات الحشرات مما يسبب ضرر كبير على البيئة.

– يتم أيضًا أثناء الحروب نقل العديد من النباتات والحيوانات من موطنها الأصلي إلى موطن جديد فالنقل لا يقتصر على الذخائر والجنود فقط إنما يمتد ليشمل أيضًا الحيوانات وهذا بطبيعة الحال يؤثر بشكل سلبي على النباتات في الموطن الجديد ويؤدي إلى قتل عدد كبير منها.

– عادةً ما تستهدف الضربات العسكرية في الحروب أهداف ومنشآت عامة تؤثر بشكل كبير على البنية التحتية والتي بدورها تؤثر على البيئة، فمثل استهداف مصانع تحتوي على مواد كيميائية إلى تلوث الجو وانتشار السموم، وكذلك استهداف محطات تحلية المياه يؤثر على جودة المياه.

– قد يتطلب في بعض الأحيان دعم المجهود الحربي من خلال زيادة الإنتاج في بعض المجالات سواء كانت الزراعية أو الصناعية كل هذا يؤثر بشكل سلبي على البيئة، فعلي سبيل المثال زيادة الطلب على المنتجات الخشبية يؤدي إلى قطع كمية كبيرة من الأخشاب وتدهور في البيئة.

الأعمال الحربية التي تؤثر على البيئة

هناك العديد من العمليات التي تحدث أثناء الحرب تؤثر بشكل مباشر على البيئة، وتحدث أثار بيئة مدمرة حيث إنها تؤثر على الهواء والماء والتربة والأراضي الزراعية، بالإضافة إلى الموارد الطبيعية الأخرى ومن هذه العمليات، إنتاج القنبلة والأسلحة النووية وعمليات القصف بأنواعها سواء كانت جوية أو برية، وزراعة المتفجرات الألغام.

مدي تأثير الأسلحة النووية على البيئة

تعتبر الأسلحة النووية من أخطر الأسلحة على البيئة حيث إنها تنتج أضرار من بداية تصنيعها حتى تجريبها واستخدامها، حيث إن عملية تصنيع السلاح النووي ينتج عنها كميات كبيرة من الإشعاعات المضرة والمخلفات التي عادةً ما يتم التخلص منها في مصارف المياه والتربة، يتوقف ضرر القنبلة عل البيئة على مدي قربها من المكان، فالسلاح النووي يلوث المياه والهواء كما أنه يؤدي إلى حرق التربة وهذا بدوره يؤثر على الإنتاج، يستمر تأثير السلاح النووي على البيئة لآلاف السنين حسب مدى قوة السلاح النووي المستخدم.

انفجار القنبلة النووية ينتج عنه موجة شديدة من الحرارة والضغط تؤثر على البيئة بكل ما تحتويه فتؤدي إلى:

  • انهيار المباني.
  • حرق التربة.
  • اختفاء أشعة الشمس.
  • قتل النباتات ومن ثم حدوث خلل في السلاسل الغذائية.
  • قتل الحيوانات.

أثر كل من القصف الجوي والبحري على البيئة

القصف الجوي يؤدي إلى تدمير الغابات والمنازل والحقول وشبكات الري والصرف ومحطات الكهرباء، وحرق التربة مما يؤثر على الإنتاج وحدوث نقص في المواد الغذائية وبالتالي تدهور البيئة وحدوث مجاعات.

تأثير زراعة الألغام والمتفجرات على البيئة

أن الألغام والمتفجرات عادةً ما تستخدم كوسيلة للتأمين للتمكن من نهب الأراضي والحصول عليها، وهذا يؤثر على البيئة وعدم القدرة على استغلال هذه الأراضي في الزراعة أو الاستفادة من مواردها الطبيعية، كما أنه إذا حدث انفجار لهذه الألغام يؤدي إلى تدمير التربة وموت الكائنات الحية الموجودة بها، وتؤثر على مسارات المياه أيضًا.

تأثير الحروب الكيميائية

تعتبر أيضًا من أشكال الحروب الأكثر ضررًا على البيئة، وتعتمد هذه الحروب على استخدام المواد الكيميائية كسلاح في الحرب فمثلا في الحروب الهندية القديمة كانت تستخدم حواجز من الأبخرة والمواد السامة، وكل هذا يؤثر على البيئة ويؤدى إلى تلوث الهواء والماء والعناصر الأخرى المكونة للبيئة.