اين تقع سبها – موقع محتويات اجابة السؤال

اين تقع سبها هذه المدينة التي توالت عليها حضارات عديدة، حيث كانت جزءاً من الإمبراطوريّة الرومانيّة، وخضعت للخلافتين الأمويّة والعبّاسيّة، والفاطميّة، وللمستعمر الإيطالي، والفرنسي، وقد شهدت ملاحم بطوليّة من خلال تاريخها النضالي المستمر، فكانت قاهرة الأعداء عند قلعتها الشّامخة.

اين تقع سبها

تقع سبها في الدولة الليبيّة، وهي أكبر المدن في المنطقة الجنوبيّة من ليبيا، حيث تقع في المنطقة الجنوبيّة الغربيّة، وتبتعد عن ساحل البحر الأبيض المتوسّط 600 كيلوجرام متر، وتبتعد 750 كيلوجرام متر عن مدينة طرابلس، يحدّها منطقة زلاف الصحراويّة ووادي الشاطئ من الجهة الشماليّة، وتفصلها عن زويلة وتمسة مسافة 130 كيلوجرام متر، وعن اشكده وقيره وبراك 50 كيلوجرام متراً، ترتفع عن مستوى سطح البحر 463 متراً، وكانت قديماً عاصمة منطقة فزان، وتستهل منها الصحراء الكُبرى، وهي اليوم عاصمة شعبية سبها. [1]

تسمية سبها

من الاعتقادات السّائدة حول تسمية سبها بهذا الاسم، أنّها ترجع إلى مملكة سبأ، التي أسّست حضارتها في اليمن، وأن سكّانها ارتحلوا منها نتيجة سقوط سدّ مأرب، وأسّسوا في المنطقة الجنوبيّة من ليبيا مدينتهم التي عُرفت بسبأ الأفريقيّة، وتحرّف الاسم مع الزمن فأصبحت سبها. [1]

السكان في سبها

وصل عدد سكّان مدينة سبها حوالي 116.016 نسمة، وذلك بناء على إحصائيّة ترجع لسنة 2012 م، وسكّانها من القبائل الليبيّة كـ(أبناء الحضيري، أولاد سليمان، أولاد سهل، القذاذفة، المقارحة، ورفلة، السهكة، الأنصار، الحساونة، الزيادين، المواجر، أولاد أبو سيف، أولاد وافي، أولاد امحمد)، وتضمّ سبها جالية أفريقيّة، وفدت إليها من أجل العمل في ليبيا، من تشاد والنيجر ومالي، يقطنون في حي كامبو الطيوري. [1]

التقسيمات الإدارية في سبها

تتجزأ مدينة سبها، على حسب المخطّطات العمرانيّة، إلى المدينة السكنيّة، والمنطقة التجاريّة والتي يُحيط بها عدد من الأحياء السكنيّة، وهي: أحياء المدينة القديمة (الجديد) وفيه أم الرويص الأثريّة، (القرضة)، (حجارة)، و(المنشية)، (المهدية)، (سكرة)، حي (عبد الكافي)، (حي لقراء، والذي كان يُعرف سابقاً في حيّ الفاتح)، و(الناصريّة)، (قُعيد)، (الثانويّة). ويتبع إلى سبها أربعة قُرى، ثلاثة منها حادثة في مركز المدينة الشمالي، وهي: (تمنهنت) التي تبعد عن سبها مسافة 30 كيلوجرام متراً، و(سمنو) التي تبعد مسافة 60 كيلوجرام متراً عن سبها، و(الزيغن) التي تبعد مسافة 70 كيلوجرام متراً عن سبها، وهي حادثة بوادي البوانيس، وتعدّ إحدى واحات فزّان في أحضان الصحراء، أمّا قرية (غذوه) فتقع نَحوَ مدينة مرزوق وتبتعد عن سبها مسافة 60 كيلوجرام متراً. [1]

الزراعة في سبها

تعتمد مدينة سبها في زراعتها بحواليٍ شامل على المياه الجوفيّة، وتعد أهمّ الزراعة فيها من أهمّ النشاطات الاقتصاديّة في ليبيا، وتعدّ المنطقة الجنوبيّة في البلاد مع سبها أكبر مموّل بالمحاصيل الزراعيّة لليبيا، وأهمّ الحاصلات الزراعيّة فيها هي (الحبوب، البرسيم الجافّ، التمر، البطيخ الأحمر) وغيرها، والتي تستهلك كميّات واسعة من المياه الجوفيّة المهدّدة بالنضوب، وفيها عدد من أشجار النخيل، إضافة لعدة الشجيرات الصغيرة التي تتحمّل شحّ الأمطار وجفاف الطقس. [1]

قلعة سبها

تُعرف قلعة سبها بأنّها إحدى شهور الحصون الليبيّة، وقد عُرفت عقبّة مسميّات، كقلعة (الينا)، وحصن (فورتيزا مارغريتا)، وسُمّيت أيضاً (قاهرة) نسبة إلى معسكر الأتراك كاراجاح، وقلعة (لوكليرك) نسبة إلى الجنرال الفرنسي الذي قاد القوّات الفرنسيّة التي اجتاحت الجنوب الليبي. وتقع في المنطقة الجنوبيّة الشرقيّة من المدينة، حيث بُنيت فوق تلّة فتُشاهد من كافة الجهات، وقد شيّدت على أنقاض بناءٍ قديم وهو أحد حصون دولة أولاد إمحمد الفاسي، ويعود تاريخها إلى حقبة الجرمنت أي 2500 عام وأكثر، وتتكوّن من دورين، شهدت عدّة حروب، وقد أعاد بناءها عام 1626 م أحمد بن هويدي الخرماني، ومرّة أُخرى إبان الاحتلال الإيطالي، وتطلّ على المدينة، وتتحكّم في الطريق البري إلى أوبارى ومرزوق، وهي مسجّلة لدى مصلحة الوثائق القديمة اللّيبيّة، ولدى منظّمة اليونسكو، ووضعت صورتها على عملة العشرة دينار ليبي. [2]

بيانات عن مدينة سبها

يوجد العديد من البيانات الهامّة والتي لا بد من ذكرها عن مدينة سبها، وهي: [1]

• يوجد في منطقة الغريبات والتي تقع بالناحية الغربيّة وسط الرمال في مقاومة جبل بن عريف، أثار قديمة ترجع على عصور ما قبل التاريخ.
• عُرفت سبها قديماً كنقطة التقاء القوافل التي تنم الصحراء، والقادمة من شمال البلاد إلى الجنوب، وبالعكس.
• يوجد في مدينة سبها مطار، يُعرف باسم (مطار سبها الدولي)، وقد شهد توسّعات في أواخر في العقد السابع من العمرّات القرن المنصرم.
• ترتبط مدينة سبها مع بقية المدن اللّيبيّة من خلال طريق فزان.
• ترتبط سبها بأنشطة اقتصاديّة مع القارّة الأفريقيّة، حيث تنشط الحركة التجاريّة خاصّة مع كلٍّ من تشاد والنيجر.
• يتّصف مناخ سبها بأنّه قاري، حيث يكون قوى الحرارة في فصل الصيف، وشديد البرودة في فصل الشتاء، وهو بالمُجمل مناخ صحراوي.
• تعتمد سبها على المياه الجوفيّة، حيث لا توجد مصادر سطحيّة للمياه، والأمطار فيها شبه نادرة، إلاَّ أنّ المياه الجوفيّة مهدّدة بالنضوب بفعل صعود الاستخدام المكثّف، ولذلك فإنّ الغطاء النباتي فيها شبه معدوم.
• أسّس عام 1983 جامعة سبها، وتضمّ حوالي 19 كليّة، يبلغ عدد أعضاء الهيئة التدريسيّة فيها حوالي 1290 مدرّساً، وتخرّج منها حوالي 37013 طالب، وتقع في وسط المدينة، وقد حصلت عام 2020 على المركز الأوّل في التصنيف المحلّي للجامعات الليبيّة. [3] ، كما ويوجد فيها العديد من الكليّات لمختلف التخصص مثل كليّة الزراعة، وتقع في حيّ القاهرة، وكليّة القانون، وتقع في المهديّة، وكليّة تجهيز المعلّمين، وتقع في المهديّة.
• تنظّم المعارض السنويّة في مدينة سبها، والتي تعرض أهم الصناعات التقليديّة في المدينة وفي الجنوب اللّيبي، وتُقام المعارض السياحيّة والتراثيّة التي تنظّمها الجمعيّات المحليّة كجمعيّة (منزل الأصيل للفنون والتراث)، وتضمّ المعارض شتى الصناعات السعفيّة والأكلات الشعبيّة، والأزياء التقليديّة، والعطور، والبخور.
• يعتبر مركز المأثورات الشعبيّة الموجود في المدينة، مؤشّراً هاماً على أنّ الحياة الثقافيّة في ليبيا بكلّ ما تحويه من إرث ثقافي مادي وفكري هي مركز إشعاعٍ ثقافي وحضاري. [1]

إنّ مَن يستفسر اين تقع سبها سيعرف بأنّها إحدى المدن الليبيّة الصحراوية الغنيّة بتراثها العريق، وبفنّ الموشّحات والصناعات اليدويّة التي تمثّل مخزوناً ثقافيّاً وفنيّاً يميّز المدينة، وهي صلة وصل بين أبناء ليبيا الذين ينشدون السلام ويبحثون عن الأمل من أجل إعادة الحياة للبلاد التي دمّرتها الحروب.

المراجع

1. ^
   alquds.co.uk , سبها الليبية قلعة النضال والحصن المنيع على مر العصور , 18/2/2021
2. ^
   newslibya.ly , ﻗﻠﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ : ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ , 18/2/2021
3. ^
   skynewsarabia.com , “سبها” تتصدر جامعات ليبيا.. وتفاؤل بتطوير التعليم , 18/2/2021