يوم أسود ، مؤلم ، حزين لا ينسى ذكرياتنا ، لا يمحى من تاريخنا ، مأساته لا تغيب عن أجيالنا ، وسيظل افتراء على جباهنا ، وخلل في معاشنا. والعار .. من سيتبعنا حتى نمسح هذه الصفحة المعيبة من سجلاتنا ، وبمقاومتنا نغسل شرفنا ونعيد كرامتنا ونطهّرها بها. أرضنا نطرد منها عدونا ونعود إليها أحباء كرماء ، ورؤوسنا مرفوعة ومليئة بالكرامة ، من غير شروط مذلة وتنازلات مؤلمة ، وإلا أسوأ أيام صحفنا وأكثرها إذلالا في تاريخنا ، وسندفع ثمن كرامتنا كما نعيش ، لأنه لا يوجد في تاريخنا ما يشبهها إلا سقوط الأندلس جنة العرب والمسلمين ، حيث كان لنا فيها المجد والمجد الذي فقدناه ، ونهملنا. بإرادتنا ، وما ندافع عنه بقوتنا.

إنه يوم النكبة الكبرى التي عانى منها كل العرب والفلسطينيين ، يوم هُزمت الجيوش العربية وهُزمت ، واستسلمت أنظمتها لفلسطين واستُهدِعت ، وكُتب عليه الذل ما دام بقي. وانهارت أمام عصابات يهودية وانهارت وفقدت كرامتها وذلها ، إنه اليوم الذي فقدت فيه العروس العربية والمسلمة فلسطين واحتلت فلسطين وسكنها الغرباء واستعمرها وطرد سكانها المهاجرون واستقر ، اليهود دنسوا مقدساته ونسوها ، وأصبح حدوثه مأساة نحزن عليها كل عام ونحزن عليه كل عام ، لكننا نحييها بأمل كبير وعزم كبير على أن نعود إليها. أنت حر بإذن الله وسنردك مهما امتد الى الزمن.

ونحيي بألم ذكرى النكبة ، ونتذكر الذكريات المؤلمة ونحزن على الأمجاد المفقودة ، يحتفل الإسرائيليون بفرح وفرح بعيد الاستقلال ، وهو يوم نكبتنا الذي سكنوا فيه بلادنا واحتلوا أرضنا. .. أقاموا كيانهم فيها ، وأعلنوا مكانتهم فيها ، واعترفت بهم بلدان العالم ، مع العلم أنهم عصابات مسلحة. ومجموعات المهاجرين والمهاجرين الأجانب الذين لا صلة لهم بالأرض ولا صلة لهم بها. ما عدا الاستيطان والاستعمار والاحتلال والعدوان ، فقد طردوا الناس من أراضيهم واحتلوا منازلهم وسكنوا منازلهم وألحقوا الخراب بممتلكاتهم ودنسوا مقدساتهم وحولوا البعض منهم إلى مراقص وحانات ومخازن. واسطبلات.

الإسرائيليون سعداء وسعداء للغاية هذا العام. هذا العام يختلف عن سابقيه ويميز نفسه. وسوف يحيون ذكرى “يوم الاستقلال” في أزيد من عاصمة عربية ، ويحتفلون به علانية وعلنية ، ورفعوا أعلامهم في السماء ، وهم يغنون نشيدهم الوطني بصوت عال ويرقصون على موسيقاهم الوطنية. وسيشربون الخمر ونخبهم بمرح ، وشرطةنا العربية ستنظم لهم مسيرات أمام موقِع الاحتفال ، وسيتم نشر رجال الأمن لحمايتهم ووقف أي حدث قد يزعجهم أو يسبب لهم الهياج أو القلق. وسيقدمون الإعلام العربي تقارير عن أحداث الاحتفال وصور المشتركين وكلمات التهنئة والتبريكات.

سيتمكنون من إستئجارها للاحتفال بمناسبتهم المؤلمة فينا أكبر صالات أفخم الفنادق العربية ، وسيدعوون إليها كبار الشخصيات والمشاهير من سياسيين وإعلام وفكر وغيرهم ، لمشاركتهم الجريمة والاحتفال بها. يوم الاستقلال. وصافحهم مع سفرائهم وأباركهم ومبروك عليهم علما أنهم لا يباركونهم إلا يوم هزيمتنا. يهنئونكم بذكرى نكبتنا ، والإسرائيليون يعرفون هذا ويقصدون ، وهم متحمسون له ويسهلونه ، هذا نصر آخر يحققونه ، وإنجاز جديد يضيفونه لهم ، بسبب أن حلمهم كان لتحييد الدول العربية والتأكد من الهدوء مع الجبهات العربية التي حاربتهم والجيوش التي اعتبرتها محتلة وتصنفها على أنها أعداء.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يحتفل فيها الإسرائيليون بعيد الاستقلال في العواصم العربية كما احتفلوا به مسبقًا في القاهرة وعمان ، الا انهم اليوم يحتفلون به بالإضافة إلى القاهرة وعمان ودبي وأبو ظبي والخرطوم والمنامة. في الرباط وربما سرا في أماكن أخرى ، ولن يتردد الإعلام الإسرائيلي ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في إعلان وتغطية نشاطات هذا اليوم ، وربما يكونون قد أعدوا وأعدوا وأعلنوا عن برامجهم ونشروها لحساب مستقبل. العامة والخاصة ، فهي مسألة يفتخرون بها وسعداء.

يمكن لنتنياهو أن يبعث مندوبين من ناحيته للمشاركة وتأكيد العلاقة ، فهو لا يهتم فحسب بالتنظير لنفسه في الأوساط الحزبية الإسرائيلية ، بل يريد أيضًا إضعاف عزيمة الشعوب العربية ، وإحباط أرواحهم ، وإضعاف إرادتهم. ويريد أن يُرسِل خطاب للفلسطينيين ومقاومتهم بأنك وحدك ولا فَرْدمن معك ، وأن الدول العربية تركتك وتركت عنك ، فاقبل ما نقدمه لك وقبوله ، وإلا ستخسر. كل شيء ، ولن تجد أي شخص يخدمك أو يتعاون معك.

الفلسطينيون يأسفون على الوضع الذي وصلت الى إليه أنظمتنا العربية ، فقد تخلوا عن معتقداتهم القومية والدينية الثابتة ، وسمحوا للعدو بالتجول في دولهم ، والتلاعب بأوطانهم ، والتباهي بجريمتهم والاحتفال في دولهم. أرضه احتلاله لأرضنا واستيطانه فيها ، وربما على ما يلحقونه من تلف ، ويعرض سلامته للخطر ، بسبب أن هذا عدو شرير لا يؤمن ناحيته به ، ونحن لسنا متأكدين منه ولا نحن لسنا أيضا. في مأمن من منافعه ، لأنه لا ينتظر خير أمتنا ، ولا يهتم بمصالحنا ، ولا يطمح إلى أمننا ، بل كل من يريد السيطرة على أصولنا والاستيلاء على المزيد من مُستَحقاتَنا ، فهو من يطاردنا ويتآمر علينا حتى لو تظاهر بالحب والسلام معنا.

ألم يكن من الضروري أن تحتفل أنظمتنا العربية بيوم النكبة الفلسطينية ، وأن تخطى لأهلها بالتعبير عن مشاعرهم وإبداء دعمهم ، وإعلان ولائهم لفلسطين وتفانيهم لشعبها ، بسبب أن هذا لحياتي هو هذا يرضي الله تعالى ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، خاصة وأن ذكرى نكبة هذا العام تتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك ، الشهر الذي يَرفَعْ عظمة على الدوام. انتصارات ومجد كبرياء ، ولازالت أمتنا العربية بخير وصادق وفية للعهد ، أم أن إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية بغضب الله تعالى يأتي في البدايةً ، والولاء للعدو والتصالح مع غضبه. . فالمجد له أزيد أهمية

#يوم #الاستقلال #الإسرائيلي #هو #احتفال #عربي #رسمي #وبركة