ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع وأنواع اليمين، نتشرف بعودتكم متابعين الشبكة الاولي عربيا في الاجابة علي كل الاسئلة المطروحة من كَافَّة
وبشكل يومي ومتجدد علي مدار الساعة انحاء البلاد العربي، اخر حاجة ترجع اليكم من جديد لتحل كَافَّة الالغاز والاستفهامات حول تساؤلات كثيرة في هذه الاثناء.

بين جمهور العلماء أن هناك ثلاثة أنواع لليمين، وهي كالآتي: اليمين اللغو، واليمين المنعقدة، واليمين الغموس، ونبين في حين يلي أنواع الأيمان وحكم الرجوع فيها بالتفصيل ، ونجيب على سؤال ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع فيه، ونفصّل في حين يلي:

أولًا: اليمين اللغو

اليمين اللغو عرفه العلماء بأنه ما يقوله المسلم بغير قصد الحلف، كأن يقول المسلم: لا والله، كُل معي والله، ونحو هذا مما اعتاد عليه الناس في كلامهم، فليس المقصود من اليمين اللغو تأكيد صحة نبأ أو صدق كلام، ولا العزم على نفذ شيء.

فاللغو لغة هو أن يقول الإنسان ما يحتاج إليه في الكلام، ولا خير فيه، وهو الكلام الذي لا يعتد بقوله، ولا يترتب على آثاره شيء مهم.

حكم اليمين اللغو

أفتى الفقهاء أن اليمين اللغو حكمه لا كفارة فيه ولا إثم على قائله ولا من أقسم عليه؛ والسبب هو أنه على غير اليمين المنعقدة، ويدخل في حكمه أن يحلف المسلم على أمر شكًا منه على صدقه ويكون نزاع ما شك به، وما يصل على اللسان بغير قصد من الحالف، استدلوا بقول الله تعالى في سورة البقرة:

“لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)”، وقوله تعالى في سورة المائدة: ” لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ…” آية 89.

جاء في تفسير ابن وفير في تفسير الآية 225 في سورة البقرة:

“لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم أي : لا يعاقبكم ولا يلزمكم بما صدر منكم من الأيمان اللاغية ، وهي التي لا يقصدها الحالف ، بل تجري على لسانه عادة من غير تعقيد ولا تأكيد…”

جاء عن اليمين اللغو ما رواه أبو داودَ عَنْ عَطَاءٍ أن عائشة رضي الله عنها تحدثت عن: “إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُوَ كَلَامُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ كَلَّا وَاللَّهِ وَبَلَى وَاللَّهِ”، فهو مما اعتاد عليه الناس في كلامهم.

ذَكَرَ الإمام مالك بن أنس (رحمه الله) عن حكم اليمين اللغو في موطأ مالك – كتاب النذور والأيمان/ ص 477: “ليس في اللغو كفَّارة”، وبذلك يبدو إجابة السؤال الذي فيه: ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع فيه في حين يخص الحلف في يمين اللغو.

ثانيًا: اليمين المنعقدة

اليمين المنعقدة هو اليمين الذي يقصد المسلم حين يحلف بالله بفعل شيء أو منع فعله، وذلك حوالي قول المسلم: والله لن أشتري من التاجر فلان مرة أخرى، ونحو قول الرجل: والله لن أزور أخي حتى أموت.

اشترط الفقهاء لليمين المنعقدة عدة شروط في حين يخص الحالف، والمحلوف عليه، وصيغة الحلف، ونلخص تلك الشروط في حين يلي:

  • شروط الحالف أن يكون مسلمًا عاقلًا بالغًا قصد ما قاله في اليمين.
  • شروط المحلوف عليه أن يكون من الأمور المستقبلة، وأن يكون مما يمكن وجوده صِحة عند الحلف، بحيث يكون مما يمكن أن يكلم وليس مما يستحيل حدوثه أو وجوده.
  • شروط صيغة الحلف بأن يتلفظ بها قولًا، فلا تكفي النية فيها من غير اللفظ، وأن تخلو من الاستثناء، حوالي أن يقول المسلم، والله لن أشتري من هذا التاجر إن شاء الله، واشترط الفقهاء في صيغة الحلف أن تكون بلفظ الجلالة الله وأسمائه وصفاته.

حكم اليمين المنعقدة

جاء حكم اليمين المنعقدة في كتب الفقه، وجمهور العلماء على أن الذي يحلف بيمين منعقدة، ويتوفر كَافَّة الشروط الثلاثة السابقة بأنه ينبغي الوفاء بها، وأن الكفارة واجبة في حال منع الوفاء، والتراجع عن الحلف، ويتضح بذلك إجابة ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع عنه.

كما بين الفقهاء أن كفارة اليمين المنعقدة هي إطعام عشرة مساكين او كسوتهم أو تحرير رقبة مؤمنة، ومن لا يتمكن من عن نفذ فَرْدمن ما سبق فله أن يصوم ثلاثة أيام متتاليات، وأكد الفقهاء على أن الصوم ثلاثة أيام متتاليات لا يكون إلا في حالة العجز عن فَرْدمن الكفارات الثلاث الأولى، وإجابة سؤال ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع عنه يكون كما سبق.

استدل الفقهاء في حكم اليمين المنعقدة والتراجع عنها وعدم الوفاء بها ما جاء في قول الله تعالى في سورة البقرة: “. . . وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)”.

من الأدلة التي استدلوا بها أيضًا لإجابة سؤال ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع عنه ما جاء في الحديث الذي جاء في صحيح البخاري أن..

الإمرأة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تحدثت عن:  “أنَّ أبَاهَا كانَ لا يَحْنَثُ في يَمِينٍ حتَّى أنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ اليَمِينِ، ذَكَرََ أبو بَكْرٍ: لا أرَى يَمِينًا أُرَى غَيْرَهَا خَيْرًا منها، إلَّا قَبِلْتُ رُخْصَةَ اللَّهِ وفَعَلْتُ الذي هو خَيْرٌ.”

بين العلماء في شرح الحديث السابق أن أبا بكر كان يبر بقسمه بالله ولا يرجع فيه أبدًا، ولكن عندما هبطت الآية:

“لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ”.

فقد شجع الإسلام على نفذ الخيرات، كان أبو بكر رضي الله عنه إذا اكتشف الخير في غير ما حلف كفّر عن يمينه وفعل ما فيه خير، وبينوا من هذا أنه حتى إذا نظر الحالف الخير في غير ما حلف أنه يكفر عن يمينه المنعقدة ولا يفي بها، واستدلوا في هذا أيضًا ما رواه عبدالله بن عباس وعائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ: “مَن حلف في قطيعةِ رَحِمٍ، أو في حين لا يَصْلُحُ، فبِرُّه أن لا يُتِمَّ على هذا”، ويظهر من كَافَّة ما سبق إجابة سؤال ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع عنه.

ثالثًا: اليمين الغموس

اليمين الغموس هو أن يحلف المسلم متعمدًا الكذب قاصدًا على شيء قد انصرم، وذلك حوالي قول المسلم: والله ما ذهبت إلى المركز التجاري اليوم، وهو قد ذهب.

يكون السبب خلف الحلف بالله يمينا غموسًا في المعتاد تبديل الحق بالباطل، أو لأكل حقوق الناس، وجاء في كتاب (فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج11/ص564) عن سبب تسمية هذا الطراز من الحلف بالله أن يسمى باليمين الغموس: “وسميت غموسًا لأنها تغمس مالكها في الذنب عقب ذلك في النار”.

حكم اليمين الغموس

اليمين الغموس حرام شرعًا، وهو من الكبائر، وصاحب قول اليمين الغموس من الآثمين، ولا كفارة عليه بل تجب التوبة على من لفظ باليمين، والاستغفار عن هذا اليمين الغموس، وأن يصلح ما أفسده بسببه.

ذَكَرَ تعالى في سورة آل عمران: “إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)”.

استدل العلماء في حكم اليمين الغموس ما رواه البخاريُّ في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “الْكَبَائِرُ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ “.

كما استدلوا على أن الذي يأخذ حقوق الناس، وهو يحلف بالله أنه يدخل النار جزاء حلفه الغموس وأخذ حقوق الناس بيمين الله ما جاء في صحيح مسلم…

عن أبو أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ: “مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بيَمِينِهِ، فقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ له النَّارَ، وَحَرَّمَ عليه الجَنَّةَ فَذَكَرََ له رَجُلٌ: وإنْ كانَ شيئًا يَسِيرًا يا رَسُولَ اللهِ؟ ذَكَرََ: وإنْ قَضِيبًا مِن أَرَاكٍ”.

المقصود من الحديث أن الذي يأخُذُ حقَّ غيرِهِ بالحلِفِ باللهِ ويُقسمُ بهِ أوجب الله عليه النار، ولو كان هذا الحق قضيبًا من أراك أي أن المأخوذُ عُودًا مِن شَجرِ السِّواكِ، أي شيء صغير وقليل، وبذلك نكون قد أوضحنا الإجابة على سؤال ما حكم الحلف بالله عقب ذلك التراجع عنه وأهم ما قاله أهل العلم الشرعي عن الأيمان.

 

تابعونا في البوابة الإخبارية والثقافية العربية والتي تغطي أنباء الشرق الأوسط والعالم وكافة الاستفهامات حول و كَافَّة الاسئلة المطروحة في المستقبل.

#ما #حكم #الحلف #بالله #عقب ذلك #التراجع #وأنواع #اليمين